بقلم: يورونيوز
نشرت في
وقد أُعدم فكري، الذي اعتُقل في ديسمبر الماضي، صباح اليوم شنقًا. وتُعدّ هذه ثالث عملية إعدام مرتبطة بتهم التجسس لصالح إسرائيل تنفذها إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن توقيتها كان حساسًا في ظل المواجهة المشتعلة بين العدوّييْن اللدودين.
وتأتي هذه العملية في ظل صراع استخباراتي محتدم، سواء من جهة الاغتيالات الواسعة التي نفذتها تل أبيب واستهدفت الصف الأول من القيادات العسكرية والعلماء النوويين في إيران منهم رئيس الاستخبارات الإيراني محمد كاظمي ومعاونه حسن محقق، أو من جهة محاولة إيران استهداف المراكز الحساسة في إسرائيل، مثل مقار وزارة الدفاع وشعبة الاستخبارات.
في هذا السياق، تعمل العدوتان على “تنظيف” البلاد من العملاء، وينشطان في خضم ذلك في تنفيذ حملات اعتقال واسعة، تشمل حتى الفضاء الرقمي. إذ ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن السلطات في طهران اعتقلت، الأحد، شخصين يُشتبه بأنهما عنصران تابعان للموساد، في إقليم البرز أثناء تجهيز متفجرات ومعدات إلكترونية.
كما أعلنت الشرطة الإيرانية عن اعتقال خلية تابعة للموساد في مدينة ري جنوب طهران، ضُبط بحوزتها مواد متفجرة ومعدات لتصنيع مسيّرات.
في الجانب الآخر، ألقت قوات الأمن الإسرائيلية القبض، ليلة السبت، على إسرائيليين اثنين بتهمة التجسس لصالح إيران.
وصرّح جهاز الشاباك في بيان: “مع تصاعد الحملة ضد إيران واستمرار إطلاق الصواريخ على المراكز السكانية والمواقع الاستراتيجية داخل إسرائيل، نرصد الأضرار والمخاطر الناتجة عن التعاون مع العدو الإيراني”.
وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، يُعتقد أن المشتبه بهما هما من بين عشرات الأشخاص الذين نفذوا مهامًا لصالح الاستخبارات الإيرانية على مدار العامين الماضيين، مقابل مبالغ مالية.
وتضيف الصحيفة: “عادةً ما يبدأ المجندون الإسرائيليون بتنفيذ مهام بسيطة وغير لافتة، لكنها تتطور تدريجيًا إلى أنشطة أكثر خطورة، مثل جمع معلومات استخباراتية وحتى التخطيط لعمليات اغتيال.”
وتلفت إلى أنه “وبالرغم اعتقال العشرات واتهامهم بالتجسس لصالح إيران، فإن عددًا قليلًا فقط منهم صدرت بحقهم أحكام بالسجن حتى الآن.”
حرب الاستخبارات
وقد غيرت حرب الاستخبارات بشكل كبير من طبيعة الحروب التقليدية، خاصة في سياق الصراع العربي الإسرائيلي. فقد تمكنت الدولة العبرية مؤخرًا، عبر اختراقاتها الاستخباراتية، من تحقيق إنجازات بارزة على أرض المعركة، منها تنفيذ اغتيالات لشخصيات بارزة فيما يسمى بـ”المحور الإيراني”، مثل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وغيرهم من قيادات الصف الأول والثاني.
وفي المواجهة الجارية مع طهران، تُشير تقارير إلى وجود خطط لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وهو ما قد يُحدث ضربة كبيرة للروح المعنوية في إيران، ويؤدي إلى تشتيت منظومة القيادة والسيطرة.