نشرت في
أعلنت المفوضية الأوروبية عن خطة استثمارية بقيمة 2.9 مليار يورو بهدف تعزيز استخدام الوقود الأخضر في قطاعي الطيران والنقل البحري بحلول عام 2027، في خطوة تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تمثل نحو 26.4% من إجمالي الانبعاثات في قطاع النقل بالاتحاد الأوروبي.
نحو حياد مناخي بحلول 2050
تأتي هذه الخطة ضمن إطار أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 مقارنة بمستويات عام 1990.
ويعد قطاعا الطيران والنقل البحري من أكثر وسائل النقل صعوبة في إزالة الكربون، حيث لا تزال الطائرات والسفن تعمل بشكل رئيسي على الوقود الأحفوري، رغم التشريعات الأوروبية الداعمة للتحول نحو النقل المحايد مناخياً.
مفوض النقل والسياحة المستدامة، أبوستولوس تزيزيكوستاس، قال: “تتعلق الحزمة بتعزيز القدرة التنافسية لأوروبا مع التحرك بشكل حاسم نحو مستقبل خالٍ من الكربون. ومن خلال الاستثمار في توسيع نطاق الوقود المتجدد ومنخفض الكربون، نجعل نظام النقل أكثر نظافة ومرونة وبأسعار معقولة للمواطنين.”
احتياجات الوقود المستدام وأرقام الاستثمار
تشير تقديرات المفوضية الأوروبية إلى حاجة القطاعين البحري والجوي نحو 20 مليون طن من الوقود المستدام بحلول عام 2035، بما يشمل الوقود الحيوي والوقود الإلكتروني، لتحقيق أهداف النقل الأخضر، وهو ما سيتطلب استثمارات تصل إلى حوالي 100 مليار يورو.
ومن المتوقع أن يتم صرف نحو 3 مليارات يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي متعددة السنوات حتى عام 2027 لتطوير تقنيات الوقود المتجدد ومنخفض الكربون.
أهداف الطيران والنقل البحري
يشمل القانون الأوروبي الحالي متطلبات محددة لخفض الانبعاثات:
قطاع النقل البحري: خفض غازات الاحتباس الحراري بنسبة 2% اعتبارًا من 2025 مقارنة بعام 2020، وصولاً إلى تقليل كثافة الانبعاثات بنسبة 80% بحلول 2050.
قطاع الطيران: يجب أن يمثل الوقود المستدام للطيران 20% من إجمالي الوقود المستخدم في المطارات الأوروبية بحلول 2035، مع 5% من هذا الوقود أن يكون من نوع e-SAF (وقود اصطناعي صديق للبيئة). وبحلول 2050، من المتوقع أن يشكل الوقود الأخضر للطيران 70%، نصفه تقريبًا من نوع e-SAF.
التحديات أمام التوسع في الوقود الإلكتروني
رغم وجود أكثر من 40 مشروعًا لإنتاج الوقود الإلكتروني في مرحلة التخطيط، لم يتم اتخاذ أي قرار استثماري نهائي بعد، وتواجه هذه المشاريع تحديات تتعلق بتوافر الطاقة المتجددة، تكلفتها، نضج التقنيات، إضافة إلى مسألة تخزين الكربون وكثافة الطاقة لتوليد الهيدروجين الأخضر.
أورانيا جورجوتساكو، المديرة الإدارية لمجموعة ضغط الطيران A4E، أكدت: “التفويضات وحدها لا تكفي لإنشاء سوق فعالة للوقود المستدام، وحان الوقت لاتخاذ إجراءات عاجلة لتسريع توفير الوقود بأسعار معقولة.”
وأضافت أن خفض تكلفة الوقود المستدام أمر ضروري لضمان استمرار السفر الجوي بأسعار مناسبة وتعزيز القدرة التنافسية لشركات الطيران الأوروبية.
ردود فعل القطاع والشراكات المستقبلية
رحب أنتوني فروغات، المدير الأول لشؤون الطيران والشحن والطاقة في حملة T&E، بخطة المفوضية وإدراج الوقود الإلكتروني: “لأول مرة، سيطور الاتحاد الأوروبي أداة مالية فعالة لبدء الإنتاج، ويجب متابعة هذه الالتزامات للحفاظ على ريادة أوروبا التكنولوجية في هذا المجال.”
كما أشار إلى أهمية التأكد من أن الوقود الإلكتروني يتم تفضيله في المزادات، لتجنب الانتقاص من الالتزامات المتعلقة بالوقود الحيوي.
من جانبه، اعتبر جيم كوربيت، مدير البيئة في المجلس العالمي للشحن البحري (WSC)، أن خطة المفوضية خطوة أولى واعدة نحو تسريع التحول في قطاع النقل البحري، لكنه شدد على ضرورة ترجمة هذه الاستثمارات إلى إجراءات ملموسة لسد الفجوة بين تكلفة الوقود البحري المتجدد والتقليدي.

