فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات المكسيك، مما أثار قلق منتجي التكيلا الذين يعتمدون بشكل كبير على السوق الأمريكي. وتشمل هذه الإجراءات أيضًا تعريفات بنسبة 10% على منتجات الطاقة الكندية، في خطوة أشعلت مخاوف من تصاعد التوترات التجارية في المنطقة.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الرسوم ستؤدي إلى زيادة أسعار التكيلا، مما سيضعها في موقف تنافسي صعب أمام المشروبات الفاخرة الأخرى مثل الويسكي والكونياك، التي لا تخضع لهذه الرسوم. ويؤكد دييغو ميلان، مالك علامة تجارية للتكيلا، أن هذا سيؤثر بشكل كبير على مبيعات المنتج في الأسواق، حيث أن الولايات المتحدة تستورد 85% من صادرات التكيلا المكسيكية.
ولا يقتصر التأثير على الشركات المنتجة فقط، بل يمتد ليشمل المزارعين الذين يزودون مصانع التكيلا بنبات الأغاف. وفي هذا السياق، أعرب إفراين فيلاسكويز، أحد مزارعي الأغاف، عن نيته البحث عن أسواق بديلة مثل ألمانيا، حيث يمكنه تحقيق هامش ربح أفضل بعيدًا عن تأثير التعريفات الجديدة. كما حذّر من أن ارتفاع الأسعار سيحدّ من قدرة صغار المزارعين على التوسع والاستمرار في السوق.
وفي محاولة للتكيف مع هذه التحديات، تسعى شركات التكيلا إلى إيجاد حلول بديلة، مثل التركيز على التسويق في ولايات أمريكية جديدة، أو حتى إعادة هيكلة أعمالها. ومع ذلك، قد تضطر بعض الشركات إلى تقليص عدد موظفيها في الولايات المتحدة لتخفيف الخسائر الناجمة عن انخفاض المبيعات، وهو ما أشار إليه ميلان كأحد الخيارات المطروحة.
وفي ظل هذه التداعيات، أصدرت غرفة التكيلا المكسيكية، بالتعاون مع جمعيات المشروبات الروحية في كل من الولايات المتحدة وكندا، بيانًا مشتركًا أعربت فيه عن قلقها من أن تؤدي هذه الرسوم إلى إلحاق ضرر كبير بصناعة المشروبات في الدول الثلاث، داعيةً إلى إيجاد حلول بديلة لمنع اندلاع حرب تجارية قد تؤثر على جميع الأطراف.
وفي هذا السياق، يرى الخبراء أن هذه الأزمة قد تدفع المنتجين المكسيكيين إلى تنويع أسواقهم والبحث عن فرص جديدة، حيث يشير أنتونيو رويز، أستاذ الاقتصاد بجامعة غوادالاخارا، إلى أن الصين، التي رفعت الحواجز التجارية عن التكيلا في عام 2019، تمثل سوقًا واعدة يمكن أن توفر بديلًا مهمًا أمام المنتجين المكسيكيين.
وتبقى المخاوف قائمة من أن تؤدي هذه التعريفات إلى زيادة التضخم وإشعال حرب تجارية أوسع، خاصة مع إعلان كندا عن إجراءات انتقامية، في حين لم تكشف المكسيك بعد عن ردها الرسمي. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتنويع الشراكات التجارية، يؤكد المحللون أن الاعتماد الكبير للمكسيك على السوق الأمريكي يجعلها أكثر عرضة لتداعيات مثل هذه القرارات.