بقلم: يورونيوز
نشرت في
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة، إن هدف واشنطن الفوري بشأن السودان هو وقف الأعمال القتالية قبل العام الجديد.
وأدان روبيو خلال مؤتمر صحفي “الفظائع المروعة” وأعمال العنف الجنسي المرتكبة، مشيراً إلى أن واشنطن تمارس ضغوطاً هائلة على جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة.
وأضاف أن دولا تقدم الأسلحة والمعدات لطرفي النزاع في السودان، بما في ذلك شحن الأسلحة خاصة لقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مؤكدا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تواصلت مع زعماء الإمارات والسعودية ومصر بشأن السودان.
يأتي هذا التحرك بعد فشل عدة مبادرات سابقة، حيث تسعى واشنطن حالياً عبر “مجموعة الرباعية” التي تضم السعودية والإمارات ومصر للضغط على طرفي النزاع للجلوس على طاولة المفاوضات النهائية.
“نظام مادورو غير شرعي”
على صعيد آخر، اعتبر روبيو أن نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو “غير شرعي”، مؤكّدًا أن أهداف التحركات الأمريكية في المنطقة تتمثل في “الاستقرار والأمن”.
وأضاف روبيو: “المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، وتحديدًا فيما يتعلق بفنزويلا، تتمثل في الآتي: لدينا نظام غير شرعي، يتعاون مع إيران، ويتعاون مع حزب الله، ويتعاون مع شبكات تهريب المخدرات والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها”.
وأوضح أن بلاده لا تعترف بمادورو بوصفه رئيسًا شرعيًا، مشيرًا إلى أن الزعيم الفنزويلي وعددًا من أفراد عائلته وُجّهت إليهم لوائح اتهام تتعلق بتهريب المخدرات، وذلك قبل أن تتخذ إدارة ترامب أي إجراءات.
وتابع قائلا: “كان هناك إجماع واسع على وجود تواطؤ بين النظام الفنزويلي ومهربي المخدرات”.
يأتي هذا الموقف كجزء من عقيدة “أمريكا أولاً” التي يتبناها ترامب، حيث يعتبر روبيو، وهو أول وزير خارجية من أصول لاتينية، أن استعادة السيطرة على “النفوذ في النصف الغربي للكرة الأرضية” هي أولوية قصوى لمواجهة التغلغل الصيني والإيراني.
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وكاراكاس خصوصا مع توجه إدارة ترامب لتشديد الخناق الدبلوماسي والعسكري في منطقة الكاريبي لملاحقة شبكات التهريب.
سلاح حزب الله
دعا ماركو روبيو إلى نزع سلاح حزب الله، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تسعى إلى تمكين الحكومة اللبنانية من إزالة سلاح الحزب، في ظل تهديدات إسرائيلية باتخاذ إجراءات ضد الجماعات اللبنانية.
وقال روبيو: “نأمل جميعًا أن نتمكن من تجنّب ذلك، فجميعنا نأمل، ومن أجل تحقيق السلام، في تفادي مثل هذه الخطوات، وأفضل وسيلة لتفاديها هي وجود حكومة لبنانية قوية قادرة فعليًا على السيطرة على البلاد، بحيث لا يعود حزب الله تهديدًا مسلحًا لإسرائيل ولا للدولة اللبنانية”.
وتواصل إسرائيل شنّ هجمات بشكل شبه يومي على أنحاء مختلفة من لبنان في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك استهداف البنية التحتية المدنية بحجة منع حزب الله من إعادة تأهيل قدراته، في وقت تواصل فيه تل أبيب احتلال أجزاء من جنوب لبنان.
اتفاق غزة
وعن الأوضاع في غزة، اعتبر المسؤول الأمريكي أن تحقيق السلام في القطاع غير ممكن من دون نزع سلاح حركة حماس، محذرا من أنه إذا تمكنت الحركة مستقبلا من تهديد إسرائيل أو مهاجمتها “فلن يكون هناك سلام”.
وأضاف روبيو، خلال المؤتمر الصحفي، أن “أمام المجتمع الدولي الكثير من العمل للحفاظ على اتفاق غزة وضمان استمراره”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصلت مع عدد من الدول لبحث تشكيل قوة استقرار دولية في غزة بهدف دعم الأمن ومنع تجدد التصعيد.
كما جدّد وزير الخارجية الأمريكي هجوم واشنطن على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، واصفًا إياها بأنها “غير قابلة للإصلاح”.
وقال روبيو: “يمكننا إيصال المساعدات الإنسانية من دون الأونروا، أعتقد أن الأونروا منظمة فاسدة وغير قابلة للإصلاح، هذا نهائي”.
ويتزامن حديث روبيو عن غزة خلال المؤتمر الصحفي مع اجتماعات رفيعة المستوى في ميامي بين مسؤولين أمريكيين وممثلين عن تركيا ومصر وقطر لوضع اللمسات الأخيرة على المرحلة الثانية من الاتفاق بين إسرائيل وحماس.
وساطات السلام
كما أشار وزير خارجية أمريكا إلى المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أنها لا تتعلق بفرض اتفاق على أحد.
وشدد على أنه “تسنى إحراز تقدم ولكن الطريق لا يزال الطريق طويلا”، مضيفًا أن القضايا الأخيرة هي الأصعب دائما.
من جهة أخرى، قال روبيو إن واشنطن تأمل من الآن وحتى يوم الاثنين المقبل في إعادة تايلاند وكمبوديا إلى الامتثال لوقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس دونالد ترامب.
وأضاف روبيو أن لدى الولايات المتحدة تفاؤلا حذرا فيما يتعلق بإمكان تحقيق ذلك بحلول يوم الاثنين أو الثلاثاء.

