بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
قالت صحيفة “بازنس إنسايدر” إن شركة صينية خاصة مقرها بكين أعلنت، يوم الثلاثاء، عن تطويرها لصاروخ فرط صوتي جديد قادر على بلوغ سرعة 7 ماخ، في خطوة نادرة تُدخل القطاع التجاري الصيني سباق تصنيع أسلحة كانت حكراً على المؤسسات المملوكة للدولة.
وأعلنت شركة “لينغكونغ تيانشينغ” (Lingkong Tianxing)، المعروفة تجارياً باسم “سبيس ترانسبورتيشن” (Space Transportation)، عن صاروخها الجديد “يوكونغ جي-1000” (Yukong Ji-1000)، أو اختصاراً “YKJ-1000″، عبر فيديو نُشر على منصاتها الاجتماعية.
ويعني اسم الصاروخ باللغة الصينية “الرمح الطائر”، ويُقدَّم كسلاح منخفض التكلفة بمدى يتراوح بين 500 كيلومتراً (310 أميال) و1300 كيلومتر (807 أميال).
وبحسب الفيديو الترويجي، فإن الصاروخ يطير بسرعات تتراوح بين ماخ 5 و7، أي ما بين خمسة وسبعة أضعاف سرعة الصوت، ويمكنه الحفاظ على طيران ثابت لمدة 6 دقائق.
وتشير الشركة إلى أن YKJ-1000 مزوّد بقدرة ذاتية على اكتشاف التهديدات وتعديل مساره للتهرب منها، وهو ما يظهر في مشهد متحرك يصوّر الصاروخ وهو يكتشف مجموعة حاملة طائرات ثم يُعدّل مساره لتجنب السفن الحربية.
وتضمّن الفيديو لقطات فعلية لإطلاق تجريبي في الصحراء، تُظهر عمالاً وهم يُطلقون الصاروخ من حاوية شحن قبل أن ينطلق إلى الجو. كما أشار رسم متحرك إلى إمكانية رفع الصاروخ رأسياً من داخل الحاوية عبر فتح سقفها، رغم أن الفيديو لم يُظهر تلك اللحظة فعلياً.
وزعمت الشركة أن الفيديو يحتوي أيضاً على لقطات لصاروخ وهو يصيب هدفاً في الصحراء، لكن “بازنس إنسايدر” أفادت أنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة هاتين اللقطتين.
استهداف اليابان في سياق تصاعد التوتر
واختتم الفيديو بمشهد متحرك يُظهر عدة صواريخ YKJ-1000 وهي تتجه نحو أهداف في اليابان، التي تبعد نحو 1300 كيلومتر عن شمال شرق الصين.
وتأتي هذه الرسالة في وقت تشهد فيه العلاقات بين بكين وطوكيو توتراً متزايداً، بعد أن ألمحت رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة سانايه تاكايتشي إلى أن بلادها قد ترد عسكرياً في حال غزت الصين تايوان.
ورداً على التصعيد، أصدرت السلطات الصينية تحذيرات لمواطنيها بعدم السفر إلى اليابان، وألغت بعض شركات الطيران الصينية رحلاتها إلى هناك. ومن جهتها، دعت طوكيو مواطنيها إلى توخي الحذر أثناء تواجدهم في الصين.
وذكرت “بازنس إنسايدر” أنها أرسلت طلبات تعليق إلى كل من “سبيس ترانسبورتيشن” ووزارة الخارجية اليابانية، لكنها لم تتلقَّ رداً فورياً.
ويشكّل إعلان الشركة تحولاً محتملاً في سوق الأسلحة الفرط صوتية داخل الصين، التي كانت تُصنّع تقليدياً من قبل كيانات مملوكة للدولة لصالح الجيش.
وقالت الشركة لصحيفة “غلوبال تايمز”، المقرّبة من الحكومة الصينية، إنها بدأت الإنتاج الضخم لنسخة أساسية من YKJ-1000، وتعمل على نسخة متطورة مزودة بالذكاء الاصطناعي.
تكلفة منخفضة ومقارنات دولية
ونقلت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” عن ممثل للشركة قوله إن تكلفة إنتاج الصاروخ تبلغ نحو 10% فقط من تكلفة صاروخ تقليدي، دون تحديد نوع الصاروخ الذي تمت مقارنته به.
وبحسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية في يوليو 2024، فإن تكلفة كل صاروخ فرط صوتي بعيد المدى ضمن برامجها قد تصل إلى 40 مليون دولار في المراحل الأولية من الإنتاج.
وتأسست “سبيس ترانسبورتيشن” عام 2018، وكانت معروفة قبل هذا الإعلان بتطويرها تقنيات طيران فرط صوتية لأغراض تجارية في قطاع الفضاء.
وقالت الشركة إنها بدأت في عام 2019 باختبار صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، ما يعكس اتساع نطاق نشاطها ليشمل الآن المجال العسكري.
أهمية الصواريخ الفرط صوتية عالمياً
وتشكل الصواريخ الفرط صوتية تحدياً لأنظمة الدفاع الجوي بسبب سرعتها العالية، رغم أن إسقاطها ليس مستحيلاً. فقد أفادت أوكرانيا سابقاً بإسقاط صواريخ روسية مثل “خ-47إم2 كينزال” و”3إم22 زيركون”، التي تنطبق عليها معايير الأسلحة الفرط صوتية.
ويركّز الاهتمام العالمي خصوصاً على تطوير الصين لمركبات “الدفع-الانزلاق” (boost-glide vehicles)، التي تحلّق بسرعات عالية ومسارات غير منتظمة في الغلاف الجوي العلوي، إضافة إلى محركات “الساكرامجت” القادرة على تنفيذ مناورات دقيقة عند سرعات شديدة.
وسبق للصين أن عرضت مجموعة من الأسلحة الفرط صوتية في استعراضات عسكرية، وصفتها وسائل إعلام رسمية بأنها “قاتلة للحاملات”. لكن المعلومات العامة عن قدراتها التشغيلية الحقيقية لا تزال محدودة، ولم تُقدَّم عنها تفاصيل مؤكدة من مصادر مستقلة.

