بقلم: يورونيوز
نشرت في •آخر تحديث
في تصعيد جديد للتوتر المتنامي في الشرق الأوسط، حذر المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف من أن امتلاك إيران لقدرات نووية يمثل “تهديداً وجودياً” لإسرائيل، مشدداً على أنه لا يجب السماح لطهران أبداً بتخصيب اليورانيوم أو تطوير أي قدرة نووية، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.
وأوضح ويتكوف، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إيران تملك ترسانة كبيرة من الصواريخ، ما يشكل خطراً ليس على إسرائيل فحسب، بل أيضاً على الولايات المتحدة، وحلفائها في الخليج والعالم.
وفي تطور لافت، أفاد موقع أكسيوس بأن ويتكوف سيجتمع يوم الأحد في العاصمة العمانية مسقط بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في محاولة جديدة لبحث الرد الإيراني بشأن مستقبل المحادثات النووية.
وأكّد وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي أن المباحثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستجري الأحد في مسقط.
وقال في منشور على منصة إكس “يسعدني أن أؤكد أن الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستعقد في مسقط يوم الأحد الموافق 15”.
قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أعلن من جانبه أن بلاده اعتادت مواجهة اصطفاف القوى الكبرى ضدها، مضيفاً: “لقد اعتدنا على التصدي لتحالفات القوى العظمى، واليوم نشهد تكراراً لهذا المشهد في وجه إيران”.
وتابع سلامي: “العدو يهددنا بمعركة عسكرية ونحن مستعدون لأي سيناريو ولدينا استراتيجية عسكرية.. نرصد عمق أهداف العدو وواثقون بدعم شعبنا وإذا فتح المجال لنا فسننتصر وسيندم العدو”. في حين أشار الرئيس ىالإيراني مسعود بزشكيان الى أن “تهديد واشنطن بفرض العقوبات غير مجدٍ فلا يمكن فرض عقوبات على بلد مثل إيران له حدود طويلة جداً، معتبراً أن “الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية يحاولون ممارسة الضغط الأقصى على شعبنا لوقف مسيرة تقدمنا لكنهم واهمون”.
في السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني كبير قوله أن “دولة صديقة في المنطقة حذرت طهران من هجوم إسرائيلي محتمل”، مشدداً على أن “طهران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم رغم تصاعد التوتر الإقليمي”.
تأتي هذه التحركات على وقع تصعيد خطير شهدته الساحة الإقليمية، إذ نقلت صحيفة واشنطن بوست عن دبلوماسيين أن واشنطن تنظر بقلق متزايد إلى الوضع، في ظل تقارير استخبارية تشير إلى خشية متصاعدة من إمكانية تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران من دون تنسيق مسبق مع واشنطن.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد في أول تعليق له بعد تسارع التطورات، أن بلاده “لن تسمح أبداً لإيران بامتلاك سلاح نووي”. وفي تصريح لشبكة “سي بي إس”، برر ترامب قرار سحب عائلات العسكريين الأميركيين من منطقة الشرق الأوسط بـ”الرغبة في حمايتهم من الخطر”، مضيفاً: “سنرى ما سيحدث”. وأضاف في تصريح آخر: “أنا واثق أكثر من أي وقت مضى بأن جيشنا سيضيف فصولاً جديدة من المجد في الأيام المقبلة”، دون أن يوضح ما يقصده تحديداً. فيما أعلنت السفارة الأميركية في بغداد أن “المليشيات المناهضة للولايات المتحدة تهدد المواطنين الأميركيين والشركات الدولية”.
في المقابل، نقلت “رويترز” عن مسؤول إيراني أن التهديد باستخدام القوة هو أسلوب أميركي معتاد في التفاوض، مهدداً بأن أي ضربة عسكرية من جانب واشنطن أو تل أبيب “ستقابل برد قاسٍ”. ووفق ما نقلته نيويورك تايمز، فقد عقد كبار القادة العسكريين الإيرانيين اجتماعاً طارئاً لوضع خطة رد تشمل هجوماً صاروخياً فورياً على إسرائيل في حال تعرضت إيران لهجوم.
وكان وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، قد صرّح الأربعاء بأن إيران “سترد على أي صراع باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة”، معرباً عن أمله في نجاح المفاوضات مع واشنطن، لكنه أكد أن بلاده مستعدة لجميع السيناريوهات.
وعلى الرغم من خمس جولات تفاوضية إيجابية بين طهران وواشنطن منذ 13 نيسان/أبريل الماضي، فإن الخلاف الجوهر لا يزال قائماً بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم. ففي حين تصرّ إيران على أن هذا حق سيادي، تعتبره إدارة ترامب “خطاً أحمر”.