نشرت في
يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل متسارع، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والمساعدات الطبية، وسط حصار مستمر واشتباكات متواصلة تركت السكان في حالة من العوز واليأس.
معاناة يومية أمام المطابخ الخيرية
في مشهد يتكرر باستمرار، تجمّع عشرات الفلسطينيين النازحين في مدينة غزة أمام مطابخ خيرية لتلقي وجبات حساء العدس المعدة مسبقًا، وسط زحام شديد يعكس حالة العوز والنزوح.. الازدحام الكبير والضغط النفسي الذي يعانيه السكان واضح في كل تفاصيل هذا المشهد، حيث يتدافع الناس للحصول على لقمة تسد جوعهم، بينما يغادر الكثيرون دون الحصول على طعام، إذ تقول إحدى المستفيدات في تصريح لوكالة اسوشياتد برس: “الجميع يتدافعون من أجل الحصول على الطعام، بعضهم ينجح في ذلك، والكثيرون يغادرون خاليي الوفاض. حتى الأطفال لم يحصلوا على وجبة الإفطار هذا اليوم.”
ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال
تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال تحت سن الخامسة قد تضاعفت منذ مارس الماضي، ففي يونيو، وصلت نسبة الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد إلى 10.2%، مقارنة بـ5.5% في مارس فقط.
وأرجعت الأمم المتحدة تفاقم الوضع إلى انتهاك الهدنة واستئناف الحرب في مارس، ما أدى إلى تضييق الخناق على المدنيين من خلال منع دخول المساعدات والمواد الأساسية.
وحذرت من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، حيث يُعرض آلاف الأطفال لحالة صحية خطيرة قد لا يمكن علاجها في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
حصار مشدد و”أهداف سياسية”
فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة، شمل وقف دخول معظم المساعدات والمواد الغذائية، كـ”وسيلة ضغط على حركة حماس” لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.
ورغم وجود تحركات خجولة منذ مايو الماضي لتحسين حركة دخول المساعدات الإنسانية، إلا أن الكميات المسموح بها تبقى محدودة جدًا ولا تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان.
هذا الحصار أدى إلى تدهور خطير في الأوضاع المعيشية والصحية، مما دفع العديد من المنظمات الدولية والحقوقية إلى مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار بشكل كامل وفتح ممرات إنسانية آمنة تتيح وصول الغذاء والدواء بشكل عاجل.
ولا يقتصر تفاقم الأزمة على الغذاء فقط، بل يمتد إلى الخدمات الصحية التي أصبحت على شفير الانهيار، حيث أفادت تقارير منظمة الأمم المتحدة أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، كما أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المرضى، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات طارئة.
وتدعو المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ سكان غزة من الكارثة. وتطالب هذه المنظمات بضرورة رفع الحصار عن القطاع وتأمين ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول المواد الغذائية والدوائية بشكل عاجل دون عوائق، خاصة مع تزايد المخاوف من انتشار المجاعة وانتكاس الحالة الصحية للأطفال والمرضى.