“الميادين” تهدد السويداء الثائرة بالقتل عبر فيلم “مريب” منسوب لـ”داعش” 2018

مع استمرار خروج المظاهرات في السويداء وتأكيد المتظاهرين على مطالبهم بإسقاط النظام ورحيل إمبراطور المخدرات بشار الأسد منذ أكثر من شهر، يواصل النظام وأذرعه بشتى الوسائل التشويش والتحريض على انتفاضة السويداء السلمية.

فيديوهات “حصرية” 

إذ نشرت قناة الميادين التابعة لإيران فيديوهات لهجوم تنظيم داعش على قرى ريف محافظة السويداء الشرقي عام 2018، ما أثار التساؤلات عن توقيت نشر هذه الفيديوهات التي وصفتها القناة بـ”الخاصة” ويتم نشرها لأول مرة.

وتتضمن الفيديوهات مشاهد اجتماعات لعناصر داعش واقتحامهم منازل المدنيين في ريف السويداء الشرقي، وارتكاب الجرائم بحقهم (قتل، وترهيب، وطرد)، وإعلانهم السيطرة على قرية الشبكي شرق السويداء.

تساؤلات حول التوقيت

وأثار نشر قناة الميادين لهذه الفيديوهات في ظل تصاعد انتفاضة أهالي السويداء ضد نظام أسد التساؤلات والتشكيل عن الأهداف وراء نشرها في هذا التوقيت.

وكتب الصحفي السوري فؤاد عزام عبر صفحته في “فيسبوك”: “عرضت أمس شبكة الميادين الإخبارية مشاهد خاصة تُنشر لأول مرة عن هجوم تنظيم “داعش” الإرهابي على محافظة السويداء وريفها عام 2018″.

وأشار عزام إلى أن ثمة أسئلة يثيرها عرض تلك المشاهد أبرزها:

1ـ ما الهدف من عرض تلك المشاهد في هذا التوقيت، والانتفاضة الشعبية في أوجّها؟.

2ـ من أين حصلت شبكة الميادين على تلك المشاهد الخاصة والحصرية، هل من مخابرات النظام وحزب الله؟

3ـ هل تهدف من خلال عرض تلك المشاهد التمهيد لعمل مماثل يخطط له حزب الله ضد السويداء؟.

حرب نفسية وتخويف

وأوضح عزام لموقع “أورينت نت” أن طرح تلك الأسئلة يندرج في إطار الشكوك حول الجهة التي حصلت منها القناة على هذه المشاهد الحصرية والخاصة، ويدفع للتساؤل هل القناة على صلة بعناصر الحدث.

واعتبر أن نشر المشاهد في ظل تصاعد الانتفاضة الشعبية في السويداء من الصعب أن يكون بريئاً، ورجّح أن يكون الهدف هو تعويم فكرة أن داعش موجوداً في المنطقة لتخويف الأهالي.

أما بالنسبة لتوقيت النشر، فمن الثابت أنه يندرج في إطار الحرب النفسية لما يسمى بمحور المقاومة  ضد الأهالي في السويداء، بحسب عزام.

تهديد سخيف

من جانبها، كتبت الكاتبة الصحفية السورية عالية منصور، في منشور عبر منصة “إكس”: “خلص ما بقى عم يطلع معه ابداع جديد مخرج فيلم أبو عدس؟؟ معقول كنتوا مرافقين داعش مثلا وعم تصوروا؟؟ غير انه التهديد تافه وسخيف، اسالوا اهل ضحايا داعش بالسويداء كيف النظام ارسل لهم داعش..”.

فيما علّق الناشط السوري فارس خطاب، عبر فيسبوك على المشاهد قائلاً: ” أغفلت القناة عمدًا ذكر الاتفاق الذي جرى بين النظام وروسيا وقيادة التنظيم في الحجر الأسود ومخيم اليرموك”.

وأضاف أن الاتفاق تم بموجبه “نقل قادة وعناصر التنظيم من جنوب دمشق إلى البادية ومحيط السويداء في نهاية شهر أيار/مايو 2018، ثم هاجم التنظيم القرى الشرقية من السويداء، لافتاً إلى أن “رسالة القناة، أو ميليشيات إيران من خلفها واضحة، أن داعش ستظهر من جديد”.

تهديدات سابقة

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توجيه التهديدات لمتظاهري السويداء منذ بدء الحراك الشعبي قبل أكثر من شهر، إذ نشر موقع أورينت نت تقريراً في وقت سابق، أشار فيه إلى أن إستراتجية نظام أسد تشمل تهديد أهالي السويداء بـ”الإسلاميين”.

وكان الإعلامي الشيعي حسين مرتضى قد هدد أهالي السويداء بالانتحاريين والإرهابيين، كما سبق وأن أطلق شبيحة أسد والدائرة المقرّبة المحيطة به التهديدات واتهامات التخوين بحق المشاركين بحراك السويداء السلمي، ومن بينهم رياض عيسى شاليش ابن عمة بشار الأسد الذي دعا إلى ضرب المتظاهرين بيد من حديد.