أكّد مستشارون في حملة جو بايدن لصحيفة “واشنطن بوست” أنهم يأملون في أن يجمعوا أكثر من ملياري دولار عبر قنوات مختلفة، على أمل إيصال الرئيس ابن الأعوام الثمانين إلى ولاية ثانية.
للمرة الأولى منذ انطلاق حملته الانتخابية رسمياً، توجّه جو بايدن الأربعاء لجمع تمويل لمعركة رئاسية يمكن أن تحطّم مرّة أخرى جميع الأرقام القياسية المالية.
وبعد خطاب ذي مضمون اقتصادي واجتماعي في شمال نيويورك، سيشارك الرئيس الأميركي في مانهاتن في حفلي استقبال يحضرهما مانحون أثرياء. وبحسب شبكة “سي إن بي سي” فإنّ إحدى المناسبتين نظّمها توني جايمس المدير السابق لمجموعات الاستثمارات “بلاكستون” والذي اختير أخيراً ليشغل مقعداً في لجنة الإشراف في البيت الأبيض. وتمّ تحديد سعر تذكرة الدخول إلى هذا الحدث بمبلغ 25 ألف دولار للشخص الواحد، وفقاً لـ”سي ان بي سي”.
أما حفل الاستقبال الآخر فيستضيفه رجل الأعمال جورج لوغوثيتيس.
خارج الولايات المتحدة، غالباً ما تثير مثل هذه اللقاءات في شقق فاخرة أو فيلات فخمة تجمع بين السياسة والبذخ، جدلاً، وخاصة عندما يشارك فيها رئيس دولة لا يزال في منصبه.
ولكن في الولايات المتحدة، فإنّ المال ليس فقط عصب المعارك الانتخابية، ولكنه يعتبر أيضاً مقياساً للدينامية التي يستفيد منها أو لا يستفيد هذا المرشّح أو ذلك.
أكّد مستشارون في حملة جو بايدن لصحيفة “واشنطن بوست” أنهم يأملون في أن يجمعوا أكثر من ملياري دولار عبر قنوات مختلفة، على أمل إيصال الرئيس ابن الأعوام الثمانين إلى ولاية ثانية.
في معسكر خصمه الرئيسي دونالد ترامب، أُفيد بأنّ لائحة الاتهام الأخيرة والاستثنائية التي طالت الملياردير الجمهوري، تسبّبت في زيادة المساهمات المالية.
وفي بلد جمعت فيه الحملات الانتخابية مبالغ خيالية، تقدّر منظمة “أوبن سكريت” غير الحكومية، المتخصّصة في التمويل السياسي، أنّ السباق الرئاسي للعام 2024 قد يكون الأعلى كلفة في التاريخ الأميركي.
وبالنسبة للعام 2020، فقد بلغت النفقات على جميع المرشّحين والمنظّمات، 5.7 مليارات دولار، أي أكثر من ضعف المبلغ الذي تمّ إنفاقه على الانتخابات الرئاسية السابقة، وفقاً لتقديرات المنظمة غير الحكومية.
ولا تأتي المساهمات فقط من المليارديرات أو الشركات المتعدّدة الجنسيات. فوفق “أوبن سكريت”، تلقّى جو بايدن خلال حملته للعام 2020، حوالى 400 مليون دولار عبر مساهمات صغيرة، يبلغ كلّ منها أقل من 200 دولار.
وتؤكد وسائل الإعلام الأميركية أنّ الرئيس الديموقراطي يمكنه أن يعتمد من جديد على الأسماء الكبيرة في الاقتصاد والتكنولوجيا. لكن ماذا عن التبرّعات الصغيرة هذه المرة؟
لا تبدو الاستطلاعات الأخيرة لصالح جو بايدن، الذي يُنتقد بسبب تقدّمه في السن وارتفاع تكاليف المعيشة.
أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤخراً صحيفة “واشنطن بوست” وشبكة “ايه بي سي” أنّ 68 في المائة من الأميركيين يعتبرون أنّه مسنّ جداً لولاية ثانية. وينظر 44 في المئة بالطريقة ذاتها إلى دونالد ترامب الذي يبلغ 76 عاماً.
وبلغ تصنيف الثقة بالرئيس، وفقاً للاستطلاع نفسه، نقطة متدنية جديدة تمثّلت في 36 في المائة، أي أقل بكثير من رئاسة جيرالد فورد وجيمي كارتر ودونالد ترامب خلال المرحلة ذاتها. وهؤلاء هم ثلاثة رؤساء فشلوا في إعادة انتخابهم.
لذلك، لا يمكن أن يسمح جو بايدن لنفسه بأن يتخلّف مالياً عن سلفه، الذي أطلق حملته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
فقد أعلن الرئيس الجمهوري السابق أنّه جمع 18 مليون دولار بين 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 و31 آذار/مارس 2023، وفقاً لأرقام نُشرت علنا.
غير أنّ حملته تؤكد أنّه جمع ما يعادل هذا المبلغ – أكثر من 15 مليون دولار، وفقاً لصحيفة “بوليتيكو” – خلال الأسبوعين اللذين تليا توجيه اتهام إليه في نيويورك في 31 آذار/مارس، في قضية تزوير وثائق محاسبية.
أما بالنسبة لحاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتس، الذي قد ينضم إلى الحملة الانتخابية قريباً، فسيكون على رأس صندوق يتجاوز 100 مليون دولار، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.
ومع ذلك، فإنّ القانون الانتخابي في الولايات المتحدة يجعل من الصعب معرفة عدد الملايين التي جمعها هذا المرشح أو ذاك.
والسبب أنّ الأمر يُعتبر أكثر أو أقل تقييداً اعتماداً على ما إذا كانت التبرّعات تذهب إلى المرشّحين أو إلى لجان العمل السياسي أو لجان العمل السياسي الكبرى الخاصة بهم.
وتعدّ “لجان العمل السياسي” هذه نوعاً من صناديق الاستثمار التي تلعب دوراً أساسياً في الحملات، وإن كان خفياً أحياناً.