حصدت عالمة الأعصاب السورية الأمريكية في جامعة ميشيغان هدى عقيل، على أعلى تكريم علمي في الولايات المتحدة، وذلك بتقليدها وآخرين من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن بالوسام الوطني للعلوم، في حفل أقيم الأسبوع الماضي في البيت الأبيض.
ويعدّ الوسام الوطني للعلوم أعلى تقدير يمكن أن تمنحه الولايات المتحدة للعلماء والمهندسين، وكان قد أنشئ من قبل الكونغرس عام 1959.
غوغل عقيل الخاص
ونقل موقع “MLive” عن عقيل قولها إن سؤالَ كيف نفكر؟ أذهلها منذ نشأتها في منزلها في العاصمة السورية دمشق، مضيفةً: “تعلمت لأول مرة التفكير من خلال والدي.. لقد كانا غوغل الذي أعيش فيه”.
واعتبرت عقيل، التي شعرت بالتواضع والامتنان لهذا التكريم، أن التكريم هو الإنجاز لمسيرتها المهنية التي استمرت 55 عاماً في الولايات المتحدة.
وقالت: “أنا ممتنّة بشكل خاص لجميع الفرص التي منحتها لي الولايات المتحدة لأكون عالمة وأقدّم مساهمات في فهمنا للدماغ”.
عقيل أوضحت أن الفتيات السوريات لم يتم تشجيعهن على أن يصبحن عالمات، لكنها ذكرت أن والديها عزّزا اهتمامها بالدماغ منذ سن مبكرة، وقالت إن والدها الذي حصل على درجة الدكتوراه في علم النفس التربوي، ووالدتها التي كانت مناصرة لتعليم المرأة، لم يسحقا أسئلتها العلميّة المتكررة.
وتابعت: “لقد سمحا لي حقاً بطرح الأسئلة، وعندما لم يعرفوا الإجابة، أخذوا الأمر على محمل الجد بما يكفي للذهاب لمعرفة ذلك”.
المثل الأعلى
وتعتبر عقيل، العالمة ماري كوري، الحائزة على جائزتَي نوبل مثلها الأعلى، إذ قالت: “لقد أذهلني حقاً أن تتمكّن امرأة من فعل ذلك”، “بأن المرأة يمكن أن تذهب إلى مكان ما وتصبح عالمة.”
وقاد حب عقيل لكوري إلى العاصمة الفرنسية باريس في بداية حياتها المهنية، لكن أحد زملاء والدها نصحها بالعمل في أمريكا لإكمال دراستها العليا، وتتذكر أنه قال لها: “يجب أن تذهبي إلى أمريكا.. هذا هو المكان الذي يوجد فيه أفضل العلوم.”
أضحكت هذه القصة بايدن في الحفل، إذ قال إن هذا الشخص الذي نصحها “يتمتع بحكمة حقيقية”.
حصلت عقيل بعد ذلك على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس، بالإضافة إلى زمالة ما بعد الدكتوراه من جامعة ستانفورد.
وقادتها الفترة التي قضتها في أمريكا إلى زوجها ستانلي واتسون وتطوّرت علاقتهما أثناء دراستهما في جامعة ستانفورد، واستقرّا لاحقاً في آن أربور، حيث عاشا لمدة 45 عاماً.
لقد كان واتسون وعقيل، ولا يزالان، متعاونين علميّين نشطين، وقالت إنها عندما كانت طفلة، أذهلتها حقيقة تعاون ماري كوري مع زوجها وفوزها معه بإحدى جوائز نوبل.
تحقيق الحلم
وذكرت: “كان حلمي أن أتزوج من شخص أستطيع العمل معه.. لقد كان الأمر غريباً جداً لدرجة أن الأمر حدث بهذه الطريقة بالفعل.”
وحول أبحاثها، ترى عقيل الأمل في أن مشاكل الصحة العقلية هذه لها تفسيرات بيولوجية.
وبحسب ما أوضحت: “أنا شغوفة بشكل خاص بإيجاد طرق للوقاية من هذه الأمراض قبل أن تترسخ بشكل كبير، وآمل أن أستخدم كل ما أملك من قدرات لإحداث فرق على هذه الجبهة”.
ولفتت إلى أنه أثناء حديثها مع بايدن، حصلت على انطباع بأن إدارته تريد تسخير موارد البلاد لمكافحة صراعات الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو الإدمان.