بقلم: يورونيوز
نشرت في
تستعد أوكرانيا يوم الخميس 17 تموز/يوليو لتعيين أول رئيس وزراء جديد خلال فترة الحرب، حيث كلف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوليا سفيريدينكو، البالغة من العمر 39 عامًا، بتشكيل حكومة جديدة. من المتوقع أن تتولى سفيريدينكو قيادة حكومة مُعاد تشكيلها، مهمتها تعزيز صناعة الأسلحة الناشئة وتنشيط الاقتصاد الذي يعتمد على دعم دول غربية.
اختيار زيلينسكي لهذه الاقتصادية الشابة والمعروفة في واشنطن يعكس أهمية إصلاح العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد الزيارة الفاشلة التي قام بها زيلينسكي إلى البيت الأبيض في شباط/فبراير الماضي. في الوقت نفسه، من المتوقع أن ينتقل رئيس الوزراء الحالي دينيس شمغال إلى منصب وزير الدفاع، ما يدل على أهمية بناء قدرات الصناعة الدفاعية كأفضل وسيلة لمواجهة التهديد الروسي.
على الرغم من أن زيلينسكي يعتمد على عدد قليل من الحلفاء المقربين في أكبر تعديل وزاري خلال الحرب، قد يخيب هذا آمال الأوكرانيين الذين يرغبون في رؤية قاعدة أوسع من المواهب في المناصب العليا.
دور سفيريدينكو ودلالات التغييرات الحكومية
سفيريدينكو، التي تتمتع بحضور عام أكبر من سلفها، لعبت دورًا في تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وكانت من المفاوضين الرئيسيين في التوصل إلى اتفاق يمنح واشنطن وصولاً تفضيليًا إلى ثروات أوكرانيا المعدنية. ويشير المحلل السياسي ميكولا دافيديوك، حسب تقرير وكالة رويترز، إلى أن ترشيحها يبعث برسالة واضحة إلى واشنطن بأن كييف تعطي أولوية للعلاقة مع الولايات المتحدة.
وقال دافيديوك: “بالنسبة لنا، هذه شراكة ليست فقط مالية، بل مبنية على القيم والمشاريع المشتركة، وتمضي قدمًا معًا.”
ميزانية 2025 خصصت 2.23 تريليون هريفنيا (حوالي 53.2 مليار دولار)، أي نحو 26% من الناتج المحلي الإجمالي، للإنفاق الدفاعي. وزارة الدفاع تعرضت لانتقادات بسبب ضعف التنظيم ومشاكل في المشتريات، في ظل استمرار أوكرانيا في مواجهة جيش روسي أكبر وأكثر تجهيزًا.
قال غليب فيشلينسكي، رئيس مركز الاستراتيجية الاقتصادية في كييف: “هذه الوزارة تعاني منذ بداية الحرب من نقص في الإدارة النظامية.” ووصف تعيين شمغال في وزارة الدفاع بأنه “خطوة جيدة جدًا.”
اقتصاديًا، تواجه كييف تحديًا صعبًا في تأمين التمويل لعجز الميزانية المتضخم، مع توقعات بانخفاض المساعدات الأجنبية، بينما يزداد الإنفاق الدفاعي. المسؤولون قالوا إن أوكرانيا ستحتاج نحو 40 مليار دولار من التمويل الدولي في 2026، مع احتمال وجود عجز يبلغ 19 مليار دولار.
التحديات السياسية والفساد في ظل الحرب
النائب المعارض أندريه أوسادتشوك حذر من أن الحفاظ على الاستقرار سيكون أكثر صعوبة مع استمرار الحرب، بسبب نقص صانعي السياسات الفعالة. وقال: “للأسف، من الصعب على زيلينسكي وائتلافه إضافة وجوه جديدة وكفوءة إلى المناصب الوزارية”، مضيفًا أن هذا قد يؤدي إلى “ركود” في السلطة التنفيذية.
في وقت سابق من الشهر، تعرضت حكومة شمغال لانتقادات من رجال الأعمال والمجتمع المدني بعد رفضها ترشيح رئيس أمن اقتصادي كان مدعومًا بالإجماع من لجنة دولية. وانتقد نواب المعارضة اعتماد زيلينسكي المتزايد على دائرة ضيقة من المقربين.
وقالت النائبة إيرينا هيراششينكو، من حزب منافس لزيلينسكي (حزب بترو بوروشينكو)، يوم الأربعاء: “دائرة زيلينسكي الضيقة أصبحت مقعدة لا تتسع إلا لخمسة أو ستة مدراء فقط.” وأضافت: “الابتكار الوحيد في تعيين سفيريدينكو هو أنها امرأة مديرة.”
وفي السياق، يحظر القانون إجراء الانتخابات أثناء الأحكام العرفية، وهو أمر مقبول على نطاق واسع داخل أوكرانيا بسبب صعوبة تنظيم انتخابات في ظل النزوح والقصف والاحتلال. لكن هذا يمنع ظهور قادة جدد.
على الرغم من أن زيلينسكي لا يزال يحظى بشعبية واسعة، إلا أن الحكومة وعددًا من كبار المسؤولين متهمون بالفساد وسوء الإدارة. الشهر الماضي، وُوجهت تهمة إلى نائب رئيس الوزراء بتلقي رشاوى بقيمة 345 ألف دولار.
قال أنطون غروشيتسكي، المدير التنفيذي لمعهد كييف الدولي لعلم الاجتماع، إن ثقة الجمهور بالحكومة والبرلمان منخفضة، لكنه أضاف أن معظم الأوكرانيين، رغم رغبتهم في تجديد سياسي واسع، يرفضون إجراء انتخابات أثناء الحرب ويرون أن الأولوية هي الدفاع عن البلاد.