صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة، بعد تصويت انتهى بتعادل الأصوات 50-50. أجبر هذا المأزق نائب الرئيس جي دي فانس على التدخل لكسر التعادل، في خطوة نادرة لتعيينات وزارية، مما أثار جدلًا واسعًا حول ملاءمة هيغسيث لتولي المنصب.
واجههيغسيث اتهامات تتعلق بسوء السلوك، من بينها الإفراط في شرب الكحول وسلوك عدائي تجاه النساء، إضافة إلى مزاعم اعتداء جنسي خلال مؤتمر حزبي في كاليفورنيا.
ورغم نفيه لهذه الاتهامات وادعائه أن اللقاء كان بالتراضي، بقيت هذه القضايا محل انتقاد من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين البارزين مثل ميتش ماكونيل، الذين شككوا في أهليته للمنصب.
فيما دافع الجمهوريون الداعمون لترشيح هيغسيث عن قراره، مشيرين إلى خدمته العسكرية في العراق وأفغانستان، حيث وصفه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون بأنه “سيجلب وجهة نظر المحارب” إلى وزارة الدفاع.
كما اعتبر ثون أن تعيينه يمثل تحولًا بعيدًا عن المبادرات الاجتماعية التي كانت تركز عليها الإدارة السابقة، مثل التنوع والمساواة، لصالح تعزيز الجاهزية العسكرية.
وشهدت أروقة الكابيتول توترًا كبيرًا ليلة التصويت، حيث بذل هيغسيث جهودًا كبيرة لتعزيز الدعم لترشيحه، من خلال اتصالات شخصية مع أعضاء مجلس الشيوخ. ورغم المعارضة، حضر التصويت برفقة عائلته في عرض رمزي لدعم قضيته.
من جانبه، علق الرئيس ترامب على تعيين هيغسيث أثناء توجهه لتفقد أضرار الكوارث الطبيعية في كاليفورنيا، قائلاً: “لدينا وزير دفاع عظيم الآن، وهذا أمر رائع”.
وأضاف أنه لا يهتم بمعارضة شخصيات جمهورية بارزة مثل ماكونيل، معتبرًا أن “الأمر المهم هو الفوز وتحقيق الأهداف”.
في المقابل، جاءت تصريحات السيناتور الديمقراطي جاك ريد لتؤكد هذه التساؤلات، حيث دعا زملاءه في المجلس إلى رفض ترشيح هيغسيث، مشيراً إلى أن هذه الشخصية لا تمثل الخيار الأمثل لقيادة البنتاغون، خاصة في ظل مزاعم الاعتداء الجنسي التي طالت هيغسيث، والتي زعم أنها تمت بموافقة متبادلة.
من الجدير بالذكر أن تعيين هيغسيث خطوة جديدة ضمن سلسلة ترشيحات مثيرة للجدل قدمها الرئيس ترامب، والتي تشمل شخصيات أخرى مثل كاش باتيل وتولسي غابارد، وهو ما يعكس التوجه الذي يسعى ترامب لترسيخه داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية في البلاد.
المصادر الإضافية • أب