بلينكن يلتقي وزراء الخارجية العرب لبحث حرب غزة ونتنياهو يرفض مطلباً أمريكياً

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت بالضربة التي شنّها الجيش الإسرائيلي على موكب لسيّارات الإسعاف في غزّة ما أوقع قتلى وجرحى، فيما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلباً أمريكياً لبدء “هدنة مؤقتة”.

وأدانت الأمم المتحدة قصف سيارة إسعاف أسفر عن مقتل 15 شخصاً في غزة الجمعة، في ضربة أكدها الجيش الإسرائيلي الذي زعم أنه استهدف نشطاء في حماس كانوا يستخدمون السيارة، وهو ما نفته الحركة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت في بيان إنه “رُوّع” جرّاء هذه الضربة قائلا إن “صور الجثث المتناثرة في الشارع أمام المستشفى مُفجعة”. 

وقال الهلال الأحمر في بيان إن “الموكب كان يتألف من خمس سيارات إسعاف”، بينها واحدة تابعة لوزارة الصحة في حكومة حماس وواحدة تابعة للهلال الأحمر، مضيفاً أن القصف وقع على مسافة مترين من مدخل مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات غزة. 

وقال غوتيريش في بيان “أشعر بالرعب جرّاء الهجوم الذي أفيد به في غزّة ضدّ موكب لسيّارات الإسعاف خارج مستشفى الشفاء”، مضيفاً: “صور الجثث المتناثرة في الشارع أمام المستشفى مُفجعة”.

حماس تنفي

من جانبها، نفت وزارة الصحة في قطاع غزة، مساء الجمعة، “ادعاءات” تل أبيب بأن عناصر من حركة “حماس” كانوا يستخدمون سيارة الإسعاف التي استهدفها الجيش الإسرائيلي أمام مجمع الشفاء الطبي.

وقال متحدث وزارة الصحة أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي: “ننفي ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بأن سيارة الإسعاف التي استهدفها يستخدمها مقاومون فلسطينيون”.

وأوضح أن “الاحتلال استهدف سيارتي إسعاف وليس سيارة واحدة، الأولى عند دوار أنصار (غرب مدينة غزة)، والثانية أمام مجمع الشفاء بالمدينة، ما أدى إلى سقوط 15 شهيداً، و60 جريحاً”.

واستهدفت الطائرات الإسرائيلية مختلف مناطق القطاع، ما تسبب بارتكاب 5 مجازر وفقدان عائلات بأكملها.

مباحثات أمريكية عربية

في غضون ذلك، يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني السبت، غداة زيارة سريعة إلى إسرائيل خرج منها خالي الوفاض عموماً بسبب رفض إسرائيل المقترح الأمريكي بشأن “هدنة إنسانية مؤقتة” في الحرب مع حماس.

ومن المقرر أيضًا أن يشارك بلينكن الذي وصل إلى عمان مساء الجمعة، في اجتماع وزاري مع دول عربية عدة وأن يعقد اجتماعًاً ثنائيًاً مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

وأكدت وزارة الخارجية الأردنية في بيان مساء الجمعة، عقد هذا اللقاء مع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات وقطر، بالإضافة إلى الأردن والولايات المتحدة.

فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن موقفا عربيا “موحدا لا يقبل الاهتزاز ولا المواربة” سيُنقل إلى بلينكن، خلال اجتماع يشارك فيه وزراء خارجية 6 دول عربية في العاصمة الأردنية عمان اليوم السبت.

وأضاف عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا): “ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، وأولوية دخول المساعدات، لا للتهجير، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل”.

“هدن إنسانية” 

وقال بلينكن في إسرائيل الجمعة، بعد زيارة سريعة استمرت يوماً واحداً، إنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إمكانية “هدنة إنسانية” تسمح خصوصاً بحماية المدنيين المحاصرين في الحرب وتسريع إيصال المساعدات.

لكن نتنياهو أعلن رفضه “الهدنة الموقتة من دون إطلاق سراح الرهائن” الذين أسرتهم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، لا يزال ما لا يقل عن 240 أسيراً، بينهم مواطنون أجانب، في أيدي حركة حماس في غزة. 

من جانبه، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن المسؤولين الأمريكيين يبذلون جهوداً مكثفة للإفراج عن الأسرى لدى حماس في غزة ولكن لا يوجد ضمان لنجاح ذلك المسعى أو إطار زمني لتحقيقه.

وأضاف المسؤول الذي تحدث إلى الصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته أن هناك “اتصالاً غير مباشر” يهدف إلى إيجاد إطار لإخراج الرهائن من غزة لكن الأمر صعب للغاية.