بقلم: يورونيوز
نشرت في
تشهد الخطة الأميركية المقترحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا حراكا دبلوماسيا متزامنا على أكثر من مسار، إذ ناقشها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي، في وقت يبحثها القادة الأوروبيون والأفارقة في اجتماعات لواندا. ويعكس هذا التوازي في الاتصالات والاجتماعات انتقال الملف الأوكراني إلى مرحلة مشاورات أوسع تشمل أطرافا متعددة قبل أي تقدم في مسار التفاوض.
بحث في مسار التفاوض
قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في المقترح الأميركي المتعلق بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
واعتبر بوتين أن الصيغة الأولية التي جرى تداولها تتماشى مع ما نوقش سابقا خلال القمة الروسية – الأميركية في ألاسكا بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب في آب، مشيرا إلى أن هذه المقترحات يمكن أن تشكّل أرضية ممكنة لتسوية شاملة إذا استُكمل العمل عليها.
وأكدت الرئاسة الروسية أن موسكو ما زالت ترى في الحل السياسي والدبلوماسي المسار الأنسب للخروج من الأزمة، فيما أبلغ أردوغان الجانب الروسي استعداد أنقرة لدعم أي تحرك دولي يسهّل التواصل المباشر بين موسكو وكييف.
كما اقترح استضافة جولة جديدة من المحادثات في إسطنبول، على غرار الجولات التي عقدها الطرفان في وقت سابق من العام.
وفي بيان منفصل من أنقرة، قال مكتب الرئيس التركي إن أردوغان شدد على ضرورة التوصل إلى سلام “عادل ودائم”، مؤكدا أن بلاده ستساهم في أي مبادرة يمكن أن تعيد فتح قنوات التفاوض بين روسيا وأوكرانيا.
ملف أوكرانيا على طاولة القمة الإفريقية – الأوروبية
وفي موازاة التحرك الروسي – التركي، تواصلت سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى في أنغولا ضمن القمة المشتركة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي، حيث حضر عدد من قادة أوروبا وإفريقيا لمناقشة العلاقات الاقتصادية وقضايا الهجرة والمعادن الاستراتيجية، فيما تحولت الخطة الأميركية بشأن أوكرانيا إلى ملف أساسي على هامش القمة.
شارك في الاجتماعات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الكيني ويليام روتو، والرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا. وعلى هامش أعمال القمة، دعا رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا إلى اجتماع مخصص لمراجعة ما يجري في جنيف بين المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين والأوروبيين حول تفاصيل المقترح الأميركي.
وقال كوستا عبر منصة “إكس” إنه تواصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على تقييمه لمجريات المحادثات، مؤكدا أن وحدة الموقف الأوروبي ضرورة لضمان مخرج تفاوضي يخدم أوكرانيا وأوروبا في آن.
من جهته، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، في تصريح على هامش القمة، أن أي خطة سلام لأوكرانيا يجب أن تحظى بموافقة أوروبية، مضيفًا :”من المهم لنا ألا يتم التوصل إلى خطة سلام في أوكرانيا من دون موافقتنا على القضايا التي تؤثر على المصالح الأوروبية والسيادة الأوروبية”.
واستبعد التوصل إلى اتفاق في الأسبوع الحالي معتبرا أنّ على روسيا الانضمام للمفاوضات.
تنسيق أوروبي إفريفي
وأصدرت المفوضية الأوروبية بيانا مشتركا مع المجلس الأوروبي أكدت فيه أن التحديات العالمية تتطلب مقاربة أكثر تنسيقا بين أوروبا وإفريقيا، خصوصا في ظل تعدد القوى الدولية التي تتنافس على النفوذ في القارة السمراء.
وشهدت القمة أيضا نقاشات حول قضايا أمنية، والهجرة غير الشرعية، ومنح إفريقيا تمثيلا أوسع في مؤسسات الحوكمة الدولية، إضافة إلى بحث سبل تعزيز التجارة البينية الإفريقية وتخفيف الاعتماد الأوروبي على الصين في المعادن الاستراتيجية.

