بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، بفتح تحقيق فوري في ما وصفه بـ”ثلاثة أحداث خبيثة للغاية” وقعت خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرًا أن ما جرى كان “تخريبًا متعمدًا” يهدد سلامته ويُضعف مكانته أمام قادة العالم.
وجاء طلب ترامب في منشور مطوّل نشره على منصته “تروث سوشيال”، قال فيه إن أول هذه الحوادث تمثّل في توقف مفاجئ للسلم المتحرك المؤدي إلى الطابق الرئيسي المخصص لإلقاء الخطب.
وأضاف: “لقد توقفت في لحظة. إنه لأمر مدهش أنني وميلانيا لم نسقط للأمام على الحواف الحادة لهذه الدرجات الفولاذية، وجهًا لوجه أولاً”. ولفت إلى أن “كل واحد منا كان يمسك الدرابزين بإحكام، وإلا لكان الأمر كارثة”.
وأشار ترامب إلى تقرير سابق نُشر في صحيفة “ذا لندن تايمز” ذكر أن موظفين في الأمم المتحدة “مازحوا بشأن إيقاف تشغيل السلم المتحرك”، مؤكدًا أن الحادث “كان تخريبًا مطلقًا”، وطالب بـ”القبض على الأشخاص الذين فعلوا ذلك”.
أما الحادث الثاني، فكان — وفقًا لترامب — تعطّل جهاز التلقين (teleprompter) أثناء وقوفه أمام “حشد من ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم وقادة مهمين في القاعة”. وقال: “لقد كان الجو مظلما وباردا كالحجر. فكرت على الفور في نفسي: ‘واو، أولاً حدث السلم المتحرك، والآن جهاز التلقين السيء. أي نوع من المكان هذا؟'”.
وأضاف أنه شرع في إلقاء خطابه بعد تأخير دام نحو 15 دقيقة، دون الاعتماد على الجهاز، مُشيرًا إلى أن “الخطاب حصل على تقييمات رائعة”، وربما “قدّر الناس حقيقة أن عددًا قليلاً جدًا من الأشخاص كان بإمكانهم فعل ما فعلته”.
وأشار ترامب خلال إلقاء الكلمة إنه لا يمانع إلقاء الخطاب بدون جهاز التلقين، مضيفًا: “كل ما يمكنني قوله هو أن من يشغّل جهاز التلقين هذا سيكون في ورطة كبيرة”.
وفي الحادث الثالث، كشف ترامب أن مسؤولين أبلغوه بعد انتهاء الخطاب أن “الصوت كان مغلقًا تمامًا في القاعة”، ما يعني أن زعماء العالم “لن يتمكنوا من سماع أي شيء” ما لم يستخدموا سماعات الترجمة الفورية.
وقال إنه توجّه فورًا إلى زوجته ميلانيا، التي كانت تجلس في المقدمة، وسألها: “كيف فعلت؟”، فردّت: “لم أستطع سماع كلمة واحدة مما قلته”.
وخلص ترامب إلى أن هذه الوقائع الثلاثة “ليست من قبيل الصدفة”، بل “تخريب ثلاثي في الأمم المتحدة”، مطالبًا المنظمة بأن “تخجل من نفسها”.
وأكد أنه سيرسل نسخة من منشوره إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وسيطالب بـ”إجراء تحقيق فوري”. كما طالب صراحةً بـ”حفظ جميع الأشرطة الأمنية الموجودة على السلم المتحرك، وخاصة زر التوقف في حالات الطوارئ”، مشيرًا إلى أن “الخدمة السرية” سيقوم بالتحقيق في الأمر.
وأصبحت عمليات إيقاف السلالم المتحركة والمصاعد مألوفة في مكاتب الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف في الأشهر الأخيرة، حيث تواجه المنظمة نقصًا ماليًا مرتبطًا جزئيًا بتأخر المدفوعات الأمريكية
الأمم المتحدة توضح ماجرى مع ترامب
ولم يعلّق مسؤولو الأمم المتحدة على الفور على دعوة ترامب لإجراء تحقيق، لكنهم قدّموا لاحقًا توضيحات تقنية حول الحوادث التي أشار إليها.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن آلية السلامة المدمجة في السلم المتحرك قد تم تفعيلها تلقائيًّا، وإن البيت الأبيض — وليس المنظمة — كان المسؤول عن تشغيل جهاز التلقين الخاص بالرئيس.
وأوضح المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن قراءة وحدة المعالجة المركزية للسلم المتحرك أظهرت أن التوقف حدث بعد تشغيل آلية السلامة المدمجة عند أعلى السلم.
وأضاف دوجاريك أن “مصور الفيديو الخاص بالرئيس كان يتحرك إلى الخلف على السلم المتحرك لتصوير وصوله مع السيدة الأولى، وربما قام بتفعيل آلية السلامة عن غير قصد”.
ورداً على ادعاء ترامب بأن المندوبين لم يتمكنوا من سماع كلمته، أشار مسؤول آخر في الأمم المتحدة إلى أن نظام الصوت في قاعة الجمعية العامة مصمم ليُوزَّع عبر قنوات الترجمة الفورية الست الرسمية، وأن الحضور يعتمدون على سماعات الأذن الخاصة بهم لسماع الخطابات بلغاتهم الأم. ولفت إلى أن هذا النظام قياسي منذ عقود، ولا يُبث الصوت مباشرة عبر مكبّرات القاعة.