على غير المعهود منه، كشف وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” أن بلاده بحاجة إلى اللاجئين كقوة عاملة في بعض القطاعات الإنتاجية، ومسألة إرسال كل السوريين وعدم إبقاء أحد منهم مطلقاً أمر غير صحيح.
وفي لقاء تلفزيوني له مع قناة “haber turk” أوضح (تشاووش أوغلو)، أنه من غير الصحيح القول بأنهم سيرسلون جميع السوريين بنسبة 100 في المئة، فالبلاد بحاجة إلى عمال في الكثير من الوظائف والمهن، ولا سيما في قطاعي الصناعة والزراعة.
ولفت الوزير التركي إلى أنه من خلال جولاته بين العديد من المناطق بالبلاد لمس الحاجة للعمال السوريين بمختلف القطاعات الإنتاجية، مستشهداً بالمثل الذي يضربه أصحاب العمل والمزارعون (والدي لديه أغنام، لكن لا يوجد راعٍ) في إشارة إلى النقص الذي يغطيه السوريون في قطاع الزراعة والصناعة.
وندد “تشاووش أوغلو” بخطاب الكراهية أو الشعبوية ضد اللاجئين، مؤكداً أن السوريين قدموا إلى تركيا بسبب الحرب في بلادهم وتم تأمين عودة 550 ألف شخص إلى المناطق الآمنة، لكن بعضهم لا يريد العودة إلى المكان الذي يوجد فيه إرهاب أو خوف من القتل.
وبيّن أن هناك الكثير من اللاجئين السوريين يرغبون بالعودة، لكن هناك عوامل مهمة مثل العودة الآمنة وإعداد البنية التحتية والدعم الذي يمكن أن يقدّمه المجتمع الدولي وضمان سلامة حياتهم، مؤكداً أن جميع ذلك يجب أن يكون بطريقة تحترم كرامة الإنسان.
مسؤول نقابي كبير: تركيا بحاجة كبيرة للسوريين
تصريح وزير الخارجية سبقه كلام مماثل لمسؤول نقابي تركي عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من شباط الماضي، واعتبر فيه أن ما أعلنت عنه الحكومة من إعادة إعمار الأبنية التي سقطت أو تضررت خلال عام واحد أمر شبه مستحيل ولن يستطيع أحد فعل ذلك حتى لو جمع كل عمال البناء بالبلاد، لذا فإن هناك حاجة للعمال السوريين خاصة أولئك الذين لديهم مهارة وخبرة أيضاً.
وبحسب موقع “egede son soz” التركي، فإن رئيس نقابة عمال البناء والتشييد “حسن كيرلان كيج” أكد أن الزلزال الذي وقع في كهرمان مرعش أسفر عن دمار مئات الآلاف من المباني السكنية وأن التصريحات الأخيرة بخصوص الانتهاء من إعادة الإعمار مبالغ فيها، ولا توجد قوة عاملة يمكنها أن تغطي تلك المشاريع.
وأشار “كيرلان كيج” إلى أن أضراراً كبيرة حدثت في المقاطعات المجاورة أيضاً، ووفقاً للدراسات الأخيرة التي جرت لتقييم الأضرار، فقد تم تحديد أكثر من 450 ألف مبنى تضررت بشدة أو هدمت، مضيفاً أن وزير البيئة والتخطيط العمراني أكد أن الإنشاءات ستبدأ في جميع مناطق الزلزال بغضون 3-4 أشهر على أبعد تقدير.
صحيفة: الصناعيون منزعجون من عودة السوريين
ولم يقف الأمر عند هذا، بل حتى الصحف المعارضة أكدت الحاجة للعمال السوريين، حيث ذكرت صحيفة “جمهوريت” أن عودة السوريين باتت تزعج أرباب العمل الذين يعتمدون على السوريين كعمالة رخيصة، إذ إنهم بدؤوا يواجهون مشاكل بسبب أولئك الذين بدؤوا في العودة إلى بلدانهم مؤخراً.
وأوضحت الصحيفة أن عودة السوريين إلى بلادهم أدت إلى نقص في الكوادر في العديد من القطاعات وخاصة في قطاع المنسوجات، حيث بات أرباب العمل يشتكون من أن أوضاعهم تزداد صعوبة في ظل رحيل السوريين الذين يوظفونهم مقابل رواتب متدنية.
وذكرت الصحيفة أن منطقة زيتين بورنو الشهيرة بصناعة الجلديات والمنسوجات بحاجة اليوم لأكثر من ألف شخص يعمل في هذا القطاع، ناقلة عن أحد أصحاب ورشات الخياطة قوله، إن ورشته تعمل بطاقة 30 بالمئة فقط بسبب نقص اليد العاملة.
بدوره أشار موقع haber7 إلى أن ممثلي القطاع قالوا إن هناك نقصاً قدره 60 ألف عامل وسيط فقط في قطاع الغزل والنسيج اليوم، إذ إن هناك حاجة لأكثر من 10 آلاف في مصانع الجلود ونقصاً يبلغ 25 ألف عامل في قطاع الأثاث، و20 ألفاً في قطاع الآلات، و15 ألفاً في قطاع السياحة والأغذية والمشروبات، و5 آلاف في قطاع السيارات والصناعات الفرعية.