وجاء تشخيص الأطباء عقب خضوع بايدن، البالغ من العمر 82 عاما، لفحوصات طبية إثر معاناته من أعراض بولية متزايدة.
وأكد المكتب أن التشخيص النهائي تم يوم الجمعة، مشيرا إلى أن نوع السرطان الذي يعاني منه يعد من الأشد فتكا.
وأوضح البيان أن “رغم شراسة المرض، إلا أن السرطان يظهر استجابة للهرمونات، مما يتيح إمكانية علاجه بفعالية من خلال خيارات تعتمد على العلاج الهرموني”، مضيفا أن الرئيس السابق وعائلته يناقشون حاليا سبل العلاج مع فريقه الطبي.
ويتم تقييم سرطان البروستاتا باستخدام مقياس “جليسون”، الذي يصنف درجة عدوانية الخلايا السرطانية بين 6 و10، حيث تعد الدرجات من 8 إلى 10 الأكثر خطورة. وقد كشف مكتب بايدن أن نتيجته كانت 9، ما يشير إلى حالة متقدمة وعنيفة من المرض.
ويعد انتشار سرطان البروستاتا إلى العظام من أخطر مراحله، إذ تصبح إمكانية العلاج أكثر تعقيدا مقارنة بالسرطان الموضعي، بسبب صعوبة وصول الأدوية إلى جميع مواقع الورم.
لكن في الحالات التي يكون فيها السرطان معتمدا على الهرمونات للنمو، كما في حالة بايدن، يمكن للعلاج الهرموني أن يحد من تطور المرض بشكل فعال.
وفي هذا السياق، قال الدكتور ماثيو سميث من مركز ماساتشوستس العام لعلاج السرطان: “هذا النوع من السرطان قابل للعلاج، لكنه غير قابل للشفاء”، موضحا أن المرضى في مثل هذه الحالة غالبا ما يعالجون بالأدوية الهرمونية، دون اللجوء إلى الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
وقد توافدت رسائل الدعم والتمنيات بالشفاء من عدد من القادة السياسيين. وكتب الرئيس دونالد ترامب، منافسه السياسي، على وسائل التواصل الاجتماعي: “نشعر بالحزن لسماع هذا الخبر، ونتمنى لجو شفاء سريعا وناجحا”.
بدورها، أعربت نائبة بايدن السابقة، كامالا هاريس، عن تضامنها قائلة: “جو محارب، وأنا واثقة بأنه سيواجه هذا التحدي بالقوة والمرونة والتفاؤل التي لطالما ميزت حياته وقيادته”.
أما الرئيس السابق باراك أوباما، فقال إنه يصلي من أجل نائبه السابق، مضيفا: “لا أحد فعل أكثر من جو في دعم الأبحاث الطبية الرامية لإيجاد علاجات مبتكرة للسرطان. وأنا على يقين بأنه سيخوض هذه المعركة بعزيمته المعروفة”.
وكانت صحة بايدن قد أثارت قلقا كبيرا لدى الناخبين خلال فترة رئاسته، وبلغت المخاوف ذروتها عقب أدائه المتعثر في مناظرة انتخابية في يونيو الماضي، الأمر الذي دفعه إلى الانسحاب من سباق الترشح لولاية ثانية. وحلت محله كامالا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي، لكنها خسرت الانتخابات أمام ترامب.
وفي كتاب “الخطيئة الأصلية” للصحفيين جيك تابر وأليكس تومسون، ورد أن مساعدي بايدن سعوا لإخفاء حجم التراجع في حالته الصحية أثناء توليه المنصب.
وسبق أن خضع بايدن لإزالة آفة سرطانية من صدره عام 2023، وكانت من نوع “سرطان الخلايا القاعدية”، كما أزال عام 2021 زائدة لحمية محتملة التسرطن من القولون.
وفي عام 2022، جعل بايدن القضاء على السرطان إحدى أولويات إدارته بهدف خفض معدل وفيات السرطان إلى النصف خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة. وكانت هذه المبادرة استمرارا لعمله كنائب للرئيس لمعالجة مرض أودى بحياة ابنه الأكبر، بو، الذي توفي بسرطان الدماغ عام 2015.