بقلم: يورونيوز
نشرت في
قال كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة، رستم عمروف، بشأن الخطة المطروحة لإنهاء الحرب مع روسيا إن الاجتماعات المغلقة التي عُقدت في برلين، يوم الاثنين، أسفرت عن تقدم ملموس في مسار التفاوض.
وأوضح، في منشور على منصة اكس، أن المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة كانت بناءة ومثمرة، مع إحراز تقدم حقيقي، مشيرًا إلى أن الفريق الأمريكي يعمل بشكل بنّاء للمساعدة في التوصل إلى سلام دائم، ومعبّرًا عن أمل بلاده في التوصل إلى اتفاق يقرّبها من السلام بحلول نهاية اليوم نفسه.
وفي السياق السياسي نفسه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه أكد للرئيس الألماني أهمية الحصول على ضمانات من أجل الحفاظ على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وحماية مصالحها الوطنية.
وأكد أن المحادثات التي أجراها مع وفد التفاوض الأمريكي في برلين لم تكن سهلة، لكنها اتسمت بطابع بنّاء، مشيرًا إلى أن كييف تعوّل على الدور الألماني لما يتمتع به من مصداقية والتزام بتنفيذ التعهدات، ولا سيما في ما يتعلق بموقف برلين من تجميد الأصول الروسية في أوروبا.
واعتبر زيلنسكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم الهجمات العسكرية على أوكرانيا كأداة تفاوض، لافتًا إلى أن الهجمات الروسية طالت جميع محطات الطاقة في البلاد من دون استثناء.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا هي الأكثر جدية حتى الآن، محذرًا في الوقت نفسه من أنه لا يمكن الجزم بنجاحها قبل نهاية الأسبوع.
وقال، عقب لقائه نظيره الأوكراني أندريه سيبيغا في برلين، إن بلاده تبذل أقصى ما في وسعها لضمان تمتع أوكرانيا بموقف تفاوضي قوي، موضحًا أن هذا الهدف شكّل جوهر الاجتماع.
وشدد فاديفول على أن الرسالة الموجّهة إلى بوتين واضحة، ومفادها أن برلين عازمة على تعزيز دعمها لأوكرانيا ومواصلة زيادة الضغط على روسيا.
وقد نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين مطلعين أن فريق التفاوض الأمريكي أصرّ خلال اجتماعات برلين على ضرورة موافقة أوكرانيا على سحب قواتها من دونيتسك، معتبرًا أن مسألة الأراضي تمثّل قضية مركزية بالنسبة لموسكو.
في المقابل، أبلغ الوفد الأوكراني نظيره الأمريكي أن ملف الأراضي يحتاج إلى مزيد من البحث والنقاش، في إشارة إلى استمرار الخلاف حول هذا البند الحساس.
وبالتوازي، أفادت صحيفة بيلد الألمانية بوقوع اضطرابات كبيرة في خدمات البريد الإلكتروني والإنترنت داخل مبنى البرلمان الألماني، تزامنًا مع زيارة زيلنسكي إلى برلين، من دون أن تتضح على الفور أسباب هذه الأعطال أو ما إذا كانت مرتبطة مباشرة بالزيارة.
تحرّكات دبلوماسية
أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتوجه اليوم الاثنين إلى برلين لإجراء محادثات بشأن أوكراني، إذ من المقرر أن يلتقي زيلينسكي قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا اليوم، فيما دُعي أيضًا المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، إلى الاجتماع.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، اللذين كانا يعقدان جولة ثانية من محادثات السلام مع زيلينسكي في العاصمة الألمانية يوم الاثنين، وُجّهت لهما الدعوة أيضًا للمشاركة في عشاء عمل.
وكان ويتكوف قد أوضح، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن “تقدمًا كبيرًا تحقق” بعد اجتماعه هو وكوشنر مع زيلينسكي لمدة خمس ساعات ونصف في مقر المستشارية الألمانية يوم الأحد، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وفي تطور لافت، أعلن زيلينسكي يوم الأحد استعداده للتخلي عن مسعى بلاده للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، شرط أن تقدم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لكييف ضمانات أمنية ملزمة قانونيًا، شبيهة بتلك الممنوحة لدول الحلف.
وعلى خط موازٍ، يسارع الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة لتمويل أوكرانيا في السنوات المقبلة عبر استخدام الأصول الروسية المجمّدة.
التصعيد الميداني مستمر
ميدانيًا، أعلنت القوات الأوكرانية اليوم أنها استهدفت غواصة روسية في منطقة نوفوروسيسك، كما أنها قصفت مصنعًا روسيًا لإنتاج وقود الصواريخ في منطقة روستوف.
في المقابل، كانت موسكو قد شنّت أمس غارات استهدفت بلدات مختلفة في زابوريجيا وسومي، ما أسفر عن إصابة 11 شخصًا على الأقل. ولا يزال الهدف العسكري الرئيسي لروسيا يتمثل في البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وقد كثّفت الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية ، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2025، استهدافها لسلسلة إمداد الأدوية في البلاد، حيث تتعرض المستودعات لهجمات ممنهجة أسبوعًا بعد أسبوع.

