أثار الهجوم الذي استهدف حفل تخريج ضباط ميليشيا أسد في الكلية الحربية بحمص أمس، والذي أدى لمقتل وإصابة أكثر من 300 شخص، جدلاً كبيراً لدى الموالين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهم بعضهم إيران وشكك آخرون في رواية النظام، وحمّلوه المسؤولية، وعلى رأسهم المدعو رفيق لطف رغم كل ما يُعرف عنه من “حقد وتشبيح”
ففي منشور له على صفحته في فيسبوك، شكّك “رفيق لطف” بما جرى طارحاً عدة تساؤلات حول الهجوم، ولا سيما حول طريقة وصول المسيرات لقلب الحفل على الرغم من أن الكلية الحربية مُحاطة بثلاثة أنظمة دفاع جوي، كما إنه لا يوجد تماسّ مباشر بين مدينة حمص والمناطق المحررة في الشمال.
وأكد “لطف” أنه إذا كان مسلحو إدلب هم من قاموا بالعملية فهذا يعني أنهم باتوا يمتلكون أسلحة قادرة على الوصول إلى أشد المناطق حراسة وليس فقط المدنية منها، كما إن ما جرى يُعد اختراقاً أمنياً خطيراً للبلاد حال تم التأكد منه، مستدركاً أنه في حال لم يكن كذلك فهل تم عبر خيانة داخلية؟ (في إشارة إلى تورط عناصر أسد بالهجوم).
وبالمثل اعتبر أحد الموالين ويدعى “آصف أبو علي” أن المسيّرات التي ضربت حفل التخرج كانت واضحة للعيان وشاهدها الجميع، حيث إنها كانت تدور فوق المنطقة وبعض الضباط الموجودين في الحفل أكدوا أنها إيرانية جاءت لحماية الاحتفال، مضيفاً أن الأهالي فوجئوا بانقضاضها على الساحة لتنفجر بين الناس ويسقط العشرات بين قتيل وجريح.
من جهته أكد “هشام السموري” الذي يعرّف عن نفسه بأنه ضابط، أن الطائرة التي قصفت الكلية الحربية طائرة ايرانية والأيام ستثبت ذلك، في حين نشر حساب باسم “محمد يوسف” تعليقاً ذكر فيه أن مخابرات أسد أكدت أن المسيّرة مكوناتها إيرانية لكن القصة الرسمية والخبر تم نشره على أنه هجوم إرهابي، لافتاً إلى أن قيادة الحرس الثوري تريد التأكيد على أن لها الكلمة العليا في سوريا وإذا أرادت الصين أن تتدخل فمن خلالها.
وعقب تعليقه قام فجأة بإغلاق حسابه دون معرفة ما إذا اعتُقل أو حتى تعرض للتهديد والتخويف من قبل مخابرات أسد وحلفائهم.
وبالنسبة لمعلق آخر يُدعى “هيثم أبو عهد”، فقال إن العملية خُطط لها في قرية المزرعة قرب حي الوعر بحمص، حيث تم إدخال المتفجرات عن طريق حرس البوابة الخلفية أثناء نوبة عناصر من “أم العمد والغور الغربية” الموالين لحزب الله اللبناني، موضحاً أن الهدف من ذلك نشرُ الخوف لدى الموالين وبث فكرة أن الإرهاب يستطيع الوصول للطائفة في أي مكان ولو كان محصناً.
ووقعت مذبحة الكلية الحربية – بحسب وسائل إعلام أسد- الساعة 2.30 تقريباً من يوم 05 /10 /2023، وماهي إلا نصف ساعة فقط حتى خرج بيان من وزارة الدفاع يتّهم فيه “التنظيمات الإرهابية” بتنفيذ الهجوم، رغم أن تنظيم داعش الإرهابي وأي تنظيم آخر لم يتبنّ حتى الساعة العملية.
وفي أحدث إحصائيات المذبحة أعلنت وزارة الصحة التابعة لميليشيا أسد ارتفاع عدد قتلى الهجوم على الكلية الحربية إلى 89 قتيلاً بينهم 31 امرأة و5 أطفال، فيما بلغ عدد الإصابات 277، في حين تم إعلان الحداد الرسمي العام لمدة ثلاثة أيام.
وفور حدوث المذبحة وحتى قبل إحصاء القتلى وقبل انتهاء عملية إسعاف الجرحى، قصفت ميليشيا أسد بمئات الصواريخ والقذائف، مدن وبلدات ريف إدلب، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين والأطفال.