بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
أظهر مقطع الفيديو، الذي تم تصويره في حي الصبرة غرب مدينة غزة، مجموعة من المقاتلين الملثمين يرتدون عصابات رأس خضراء تحمل شعار “حماس”، وهم يقتلون ثمانية أشخاص معصوبي الأعين في ساحة عامة، بينما تجمع حشد من السكان لمتابعة الحدث.
وأفادت التحقيقات الأولية بأن الحادث وقع بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس” حيز التنفيذ، حيث كانت القوات الإسرائيلية تعمل في المنطقة قبل ذلك.
كما أشار الفيديو إلى أن المعتقلين، جميعهم رجال بالغون، كانوا مقيدين الأيدي وبعضهم جُرد جزئياً من ملابسهم وحفاة الأقدام، فيما تعرض بعضهم للضرب قبل تنفيذ الإعدام.
وصف مركز الميزان لحقوق الإنسان الحادث بأنه “إعدام خارج نطاق القانون” ودعا إلى فتح تحقيق وتقديم المسؤولين للعدالة. من جهتها، أعلنت قوة الردع الأمنية التابعة لـ”حماس” أنها نفذت عمليات دقيقة في مدينة غزة لتحييد “المطلوبين والخارجين عن القانون”.
اشتباكات مع عشائر محلية
تزامنت الإعدامات مع اشتباكات بين مقاتلي “حماس” وعائلة دغمش، إحدى العشائر النافذة في حي الصبرة، بعد ورود تقارير عن عمليات عنف متفرقة في الحي وتل الهوى.
وأفاد مركز الميزان بأن الاشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا بين أفراد العائلة والمهاجمين، تلاها تداول فيديو الإعدامات على نطاق واسع.
إدانات فلسطينية وإسرائيلية
دان مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عمليات القتل ووصفها بـ”الجرائم البشعة والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان”، مؤكداً أن حماس مسؤولة عن هذه الجرائم.
وأعربت عائلة دغمش عن صدمتها من الحملة، واصفة ما حدث بأنه “جريمة شنيعة ارتكبت بحق الأبرياء”، مؤكدة فقدان نحو 600 فرد من أفرادها خلال الحرب السابقة، وأن الجيش الإسرائيلي شن حملة عنيفة ضد العائلة بعد رفضها التعاون معه. وحملت العائلة كل من شارك أو صمت عن هذه الجرائم المسؤولية أمام التاريخ.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الفيديو يوضح طبيعة حكم “حماس” الذي وصفته بأنه “قائم على الخوف”، موضحة أن المدنيين “يُعاقبون بالقتل والتعذيب لمعارضة الحركة”، معتبرة أن هذه الأفعال دليل على “استبداد الجماعة وليس مقاومة”.
موقف أمريكي من وقف إطلاق النار
أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه منح “حماس” موافقة مؤقتة لضبط الأمن في القطاع بعد وقف إطلاق النار، في إطار الجهود التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
وأضاف أن الخطة الأمريكية للسلام تنص على منح أعضاء “حماس” الذين يلتزمون بالتعايش السلمي ونزع السلاح عفواً، موضحاً أن الحركة ستراقب الوضع لبعض الوقت لضمان الاستقرار النسبي.
وقال ترامب: “لقد فقدوا ما يُقارب 60 ألف شخص.. هذا انتقام كبير.. لدينا ما يقرب من مليوني شخص يعودون إلى المباني المهدمة، وقد تحدث الكثير من الأمور السيئة. لذلك نريد أن يكون الوضع آمنًا”.
وتتواصل الضغوط لضمان نزع سلاح “حماس” بالكامل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، بينما تتضمن خطة ترامب عناصر تحفيزية لمراقبة التزامات الحركة مقابل عفو محدد.
وفي المقابل، حذّر الرئيس الأمريكي من أن العواقب ستكون كبيرة في حال استمرار العنف أو رفض الحركة الالتزام بالشروط.