وأطلقت إسرائيل، الثلاثاء، عملية “السهم الواقي” والتي بمقتضاها جرى استهداف 3 من قادة حركة الجهاد في قطاع غزة، وأودت أيضا بحياة 10 آخرين بينهم نساء وأطفال، فيما بدأت جولة توتر جديدة مع الفصائل الفلسطينية.
وعقد نتنياهو اجتماعًا مع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية المعروف بـ”الكابينت”، حيث طالب سعى للحصول على الضوء الأخضر لتنفيذ عملية عسكرية في غزة، مع تفويض رئيس الوزراء ووزير الدفاع لاتخاذ قرارات دون عقد مجلس الوزراء.
وتأتي تلك التطورات في أعقاب إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ على جنوبي إسرائيل، الأسبوع الماضي، إثر وفاة الأسير الفلسطيني البارز خضر عدنان في السجون الإسرائيلية بعد إضراب استمر87 يوما.
ماذا قال نتنياهو؟
- منح “الكابنيت” نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، صلاحية الاستمرار بضرب حركة الجهاد، وإذا لزم الأمر حركة حماس.
- قال نتنياهو إن “إسرائيل مستعدة لأي احتمال. وذراعنا الطويلة”.
- طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، من المستوطنين في غزة الانصياع لأوامر قوات الجيش، مضيفاً “في الأيام المقبلة سنحتاج إلى الصبر أي تصعيد من جانب أعدائنا سيقابل برد ساحق من جانبنا”.
- أضاف: “سيتعين على الإسرائيليين إظهار العزم في الأيام القليلة المقبلة”، في إشارة إلى أن التصعيد سيستمر لفترة طول.
تغيرات داخلية
وعلى وقع العملية العسكرية الإسرائيلية، أعلن حزب “العظمة اليهودية” الذي يتزعمه وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، إنهاء مقاطعة اجتماعات الحكومة، في تحوّل سياسي لصالح نتنياهو، على الرغم من كون ذلك لا ينهي الخلاف بين حزب الليكود الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء وحزب بن غفير.
كان بن غفير قرر مقاطعة اجتماعات الحكومة والكنيست الأسبوع الماضي، احتجاجا على ما وصفه بأنه رد فعل “ضعيف” تجاه الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية على جنوبي إسرائيل.
وفي تحليلها للموقف الراهن، اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن العملية العسكرية ذات الإمكانات التصعيدية، تأتي في وقت تعاني الحكومة من أزمة سياسية وضعف داخلي بسبب أزمة “الانقلاب الدستوري”.
وقالت الصحيفة إن “العملية العسكرية ستُعتبر دائمًا مدبّرة سياسيًا وتغيم عليها الشكوك حول النوايا الحقيقية الكامنة وراءها”.
وأشارت إلى أن الهدف من وراء ما يجري حالياً هو “قمع الانتقادات الموجهة للحكومة، وترسيخ الائتلاف الحاكم وتغيير الأجندة بشكل فوري من الدستور السياسي إلى قضية الأمن”، وهذا هو طريق نتنياهو “لإخراج نفسه من الموقف السياسي الذي وجد نفسه فيه”.
تحولات سياسية
بدوره، حدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أيمن الرقب، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، انعكاس العملية العسكرية في غزة على تحديات نتنياهو الداخلية في عدد من النقاط، قائلًا:
- بالتأكيد نتنياهو يعاني في الأيام الأخيرة من أزمة داخل حكومته بخلاف أزمته مع المعارضة، وبدأت الأمور في العودة للضغط عليه، ومن ثمّ بحث عن قربان أقل خسارة بالنسبة له، وحدده في “الجهاد بقطاع غزة”.
- لم يدخل نتنياهو في هجوم على حزب الله بلبنان؛ لأن ذلك يفتح المجال أمام حرب واسعة، في حين أنه يرغب في عملية محدودة يستطيع أن يجمع أوراقها بكل هدوء.
- كانت تقييمات الأجهزة الأمنية في غزة أن حماس لن تشارك في الأحداث كما حدث في مقتل “خالد منصور وتيسير الجعبري”، وبالتالي الجهاد سيرد وحده وسيكون لدى الحكومة الإسرائيلية القرار في موعد إنهاء تلك الأزمة.
- رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يرغب في توسيع المواجهة، ولكن يسعى لتجميع قواه، ولاحظنا بعد العملية العسكرية تأييدًا أكبر له، وخاصة من بيني غانتس ويائير لبيد، وبالتالي يعتبر أن ما أراده تحقق حتى هذه اللحظة، وبالتالي حوّل دفة الأزمات الداخلية في تل أبيب إلى فكرة “الحفاظ على الأمن الداخلي” مجددًا.
- إذا ما فُتحت حربًا طويلة، أعتقد أن كل ذلك سيتغير لأنه لا يستطيع أن يجلب الأمان إلى مستوطني غلاف قطاع غزة أو تل أبيب وهو غير جاهز لحرب برية حالياً.