وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أكد في تصريحات حديثة أن التطورات الأخيرة في سوريا تزيد من خطورة التهديدات المحيطة بإسرائيل.
وأضاف أن تل أبيب “ستستمر في حماية حدودها وتعزيز قدراتها الدفاعية”، مشددا على ضرورة زيادة ميزانية الدفاع للتعامل مع “الأخطار المحتقنة”.
من جانبها، عبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مخاوف من تحول الدعم الدولي للإدارة السورية الجديدة إلى ضغوط تدفع إسرائيل نحو الانسحاب من الأراضي المحتلة، وهو ما يمكن أن يقيد حرية تل أبيب في التصرف، خصوصا في ظل الدور التركي المتنامي.
تركيا.. طموحات استراتيجية وضغوط داخلية
على الجانب الآخر، تسعى أنقرة لتعزيز نفوذها في شمال سوريا، وسط دعوات داخلية للانسحاب. فوزير الدفاع التركي، يشار غولر، أشار إلى أن تركيا قد تعيد تقييم وجودها العسكري في سوريا “وفق الظروف الضرورية”، مضيفًا أن أنقرة مستعدة للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة إذا طلبت ذلك.
ومع ذلك، يواجه الدور التركي انتقادات دولية بسبب سيطرتها على أجزاء من الشمال السوري، فيما تستمر الفصائل المدعومة من أنقرة في الاشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. الباحث في العلاقات الدولية، مهند حافظ أوغلو، صرح لسكاي نيوز عربية بأن “تركيا ترى وجودها في الشمال السوري ضرورة أمنية لدرء تهديدات الإرهاب”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن أنقرة “ترغب في الانسحاب تدريجيا، شرط ضمان استقرار سوريا الجديد”.
الإدارة السورية الجديدة أمام تحديات كبرى
أمام هذه المعطيات، تجد الإدارة السورية الجديدة نفسها أمام تحولات كبيرة. زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، حاول تقديم خطاب “معتدل” مؤخرًا، معلنا أن الفصائل المسلحة “لا تنوي الدخول في صراع مع إسرائيل”، لكن هذه التصريحات قوبلت بتشكيك واسع، سواء من تل أبيب أو من الصحافة الإسرائيلية، التي اعتبرتها مجرد مناورة.
من جهته، يرى مهند حافظ أوغلو أن التحدي الأكبر أمام دمشق يتمثل في “كيفية تحقيق التوازن بين القوى الإقليمية المتنافسة، تركيا وإسرائيل”، مشيرا إلى أن أي تفاهم بين دمشق وأنقرة قد يساهم في تقليل التصعيد، لكنه قد يثير حساسية إسرائيلية بشأن النفوذ التركي.
السيناريوهات المقبلة
في ظل تزايد التقاطعات الدولية والإقليمية حول سوريا، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل دمشق مع هذه المعادلات؟
إسرائيل ماضية في تعزيز وجودها في الجولان وتسريع خطط الاستيطان، مع سعيها لإبقاء سوريا ضعيفة ومجزأة. وتركيا، رغم ضغوطها الداخلية، تسعى لتعزيز شراكتها مع دمشق لتحقيق انسحاب يحفظ مصالحها الاستراتيجية.
ويخلص أوغلو إلى أن “المعادلة السورية الجديدة بحاجة إلى تفاهمات أوسع، تشمل تركيا والدول العربية وإسرائيل، لضمان استقرار طويل الأمد”.