تأتي هذه الجهود في ظل تحديات سياسية وأمنية معقدة، وسط مخاوف من تأثير الجماعات المسلحة ذات الصلة بتنظيمي القاعدة والإخوان، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في البلاد.
الدور العربي والدولي
أشار خبير العلاقات الدولية مهند العزاوي، إلى وجود تطمينات متبادلة بين الحكومة السورية المؤقتة، بقيادة هيئة تحرير الشام، والمجتمع الدولي.
وأكد خلال حديثه لبرنامج “غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية”، أن هناك مؤشرات إيجابية تتمثل في إمكانية رفع العقوبات الدولية عن سوريا، بشرط تشكيل حكومة انتقالية تمثل الشعب.
وأوضح العزاوي أن تحقيق هذا الهدف يتطلب اتفاقًا بين كافة الأطراف السورية، بما يشمل العشائر والفصائل الإسلامية، مع التركيز على ضمان احتكار السلاح بيد الدولة.
كما أشار إلى المكاسب الاستراتيجية التي حققتها الولايات المتحدة نتيجة التراجع الروسي والإيراني في سوريا، مما يدفع واشنطن للبحث عن استراتيجيات جديدة للتعامل مع الوضع.
من جانب آخر، تحدث الكاتب والباحث السياسي السوري وليد حاج عبد القادر عن التحديات المرتبطة بالمخاوف الديموغرافية والدينية التي تواجه سوريا في هذه المرحلة.
وأكد على ضرورة التروي قبل الحكم على النوايا السياسية للمكونات المختلفة، مشيرا إلى أن مستقبل المواطنة والعلمانية لا يزال غير واضح.
كما أشار إلى الأطماع التركية في سوريا، خاصة في حلب، حيث تسعى أنقرة إلى تعزيز نفوذها في المنطقة.
الموقف التركي
تناول عضو البرلمان التركي السابق رسول طوسون الدور التركي في الأزمة السورية، مشددا على تصريحات الرئيس أردوغان بضرورة ترك المسألة للسوريين ليقرروا مستقبلهم.
وأكد طوسون أن تركيا تدعم المعارضة المسلحة وتقدم مساعدات متعددة للاجئين السوريين، وأضاف أن تركيا تسعى للحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومكافحة التنظيمات الإرهابية، مع التمييز بين الأكراد والتنظيمات المتطرفة، نافيًا وجود أي أطماع تركية في الأراضي السورية.
الموقف الأميركي
أما كبيرة الباحثين في معهد الشرق الأوسط راندا سليم، فقد سلطت الضوء على دور الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة، التي يقودها مسؤولون ذوو مواقف صارمة تجاه الجماعات الإسلامية، ستلعب دورا رئيسيا في اتخاذ القرارات المتعلقة برفع العقوبات عن سوريا.
وأوضحت أن قرار رفع العقوبات معقد ويخضع لإجراءات بيروقراطية مطولة، ما يجعل عملية فرض العقوبات أكثر سهولة من رفعها.
ويتضح من الآراء المختلفة أن الدور العربي والدولي يركز على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي في سوريا من خلال تشكيل حكومة جامعة تضم كافة الأطياف.
وفي حين أن هناك إشارات إيجابية على الصعيد الدولي، تظل التحديات المرتبطة بالأمن والمخاوف الديموغرافية والدينية قائمة، ما يستدعي جهودا مشتركة وحلولا مبتكرة لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا.