الجولة الحالية تبدو مختلفة من حيث حجم المشاركين والنية المعلنة لإنهاء الحرب، إذ تشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وترتيبات أمنية لما بعد الحرب.
مصادر مصرية أكدت لـ”سكاي نيوز عربية” أن أجواء المفاوضات إيجابية، مع وجود “تقدّم في جدول الأعمال» يتضمن تبادل الأسرى، ووصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية القطري إلى مصر. لكن رغم هذه المؤشرات، لا يزال الطريق مليئًا بالعقبات، ما يطرح سؤالًا جوهريًا: هل تنجح مفاوضات شرم الشيخ في تحويل خطة ترامب إلى واقع؟
قوة تفاوضية غير عادية
عضو فريق التفاوض الفلسطيني السابق في أوسلو حسن عصفور، قال في حديثه إلى غرفة الأخبار على “سكاي نيوز عربية” إن ما يميز هذه الجولة هو “القوة الضاربة التفاوضية”، موضحا أن “رئيس الوزراء القطري، ورئيس المخابرات التركية، وجاريد كوشنر يشاركون لأول مرة بشكل مباشر في المحادثات”.
وأضاف أن “مشاركة كوشنر، صهر الرئيس ترامب، تعكس توجها غير عادي نحو إنهاء الحرب»، مؤكدا أن كل ما يجري “يتم استنادا إلى خطة ترامب وليس لغيرها”، وأن الترتيب الزمني واضح: “إطلاق سراح الأسرى أولا، ثم الانتقال إلى البنود الأخرى”.
ويشير عصفور إلى أن اهتمام ترامب شخصيا بالاتفاق يعكس أبعادًا متعددة، قائلاً: “جزء منه لدعم إسرائيل، وجزء آخر لحساباته السياسية الشخصية.. فهو يرى في نجاح المفاوضات فرصة لإضافة نقطة في ميزانه السياسي وربما جائزة نوبل”.
وفي حديثه عن الضمانات، شدد عصفور على أن “كلمة الرئيس ترامب هي الضامن الوحيد للاتفاق”، مضيفًا: “لا توجد أي ضمانة أخرى”.
ويرى أن حماس في أضعف حالاتها التفاوضية، بعد أن “فقدت القدرة على المناورة”، مشيرا إلى أن واشنطن ودخول تركيا بقوة يشكلان تحولا استراتيجيا في مقاربة واشنطن للملف الفلسطيني”.
كما أوضح أن الحركة “تحاول الآن الخروج من الفخ الذي وقعت فيه”، بالعودة إلى مصر لتقود العملية التفاوضية بالتوافق مع السلطة الفلسطينية، لافتا إلى أن «حماس لو تعاملت بواقعية منذ البداية لكانت خسائرها أقل بكثير”.
نهاية حماس في المشهد السياسي
بحسب عصفور، فإن سلاح حماس لم يعد بندا تفاوضيا بل مسألة شكلية، مؤكدا أن “الحركة لن تكون موجودة في اليوم التالي للاتفاق”.
وأضاف أن مجلس السلام الذي سيرأسه ترامب وتكون أداته التنفيذية توني بلير لن يسمح ببقاء الحركة، مشيرا إلى أن الوضع في غزة يغلي، و99 بالمئة من الناس يرون حماس خصما مباشرا.
ويرى أن المرحلة المقبلة ستشهد ولادة ترتيب إداري وسياسي جديد في غزة، يقوده مجلس السلام المقترح، موضحًا أن “إلغاء وجود حماس في القطاع ليس احتمالا بعيدا بل نتيجة حتمية في حال تنفيذ خطة ترامب حرفيا”.
عصفور أكد أن إطلاق سراح الرهائن هو الخطوة الأولى في تنفيذ الاتفاق، متوقعا أن “تبدأ العملية خلال أسبوع وقد يكون الرهائن في تل أبيب قبل الأحد القادم”، مشددا على أن “كل خطة ترامب نُفذت حرفيًا حتى الآن”.
ويخلص إلى أن مفاوضات شرم الشيخ تمثل اختبارا فعليا لخطة ترامب، وأن نجاحها لن يقاس فقط بوقف إطلاق النار، بل بقدرتها على فرض توازن بين الأمن والسيادة والشرعية السياسية.
ويختم بالقول: الضمان الوحيد هو ترامب نفسه، لكن رغم ضيق النافذة السياسية، فإن الفرصة لا تزال قائمة لإنهاء الحرب وفتح باب جديد للسلام.