ووفق الرئاسة المصرية، فإن قمة دول جوار السودان تأتي لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي وتداعياته السلبية على دول الجوار، مع وضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى.
وفشلت حتى الآن مساعي مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإ فريقي للجمع بين طرفي القتال، والتي تدمج بين رؤية منبر جدة الذي تقوده الولايات المتحدة والسعودية وأطراف عربية أخرى، إضافة إلى مقترحات “الإيغاد” والتي تنص على إجراءات تؤدي لوقف الحرب وإطلاق عملية سياسية تفضي لانتقال السلطة للمدنيين.
والاثنين اجتمعت “الإيغاد” المكونة من 8 دول في منطقة القرن الإفريقي وما حولها، في أديس أبابا، لإطلاق عملية سلام لحل الصراع في السودان، بيد أن غياب وفد الجيش بدد فرص التوصل لاتفاق.
وأثارت دعوة “الإيغاد” لعقد قمة إقليمية لبحث نشر قوات في الخرطوم لحماية المدنيين، جدلًا واسعًا، كما رفضتها بشدة وزارة الخارجية السودانية.
فرصة للتقارب.. وتحديات!
ويرى مراقبون أن استضافة القاهرة لقمة دول جوار السودان تمثل مسارًا إضافياً لمسعى وقف إطلاق النار ودفع طرفي الصراع إلى طاولة المفاوضات، على الرغم من وجود عدد من التحديات على رأسها غياب الإرادة السياسية لطرفي الحرب لوقف القتال، وبعض الخلافات بين دول الجوار أنفسهم.
من الخرطوم، اعتبر الكاتب والباحث السياسي السوداني، ماهر أبو الجوخ، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن أي دور يسهم في وضع حد للحرب هو أمر إيجابي، وما يزيد منه حالياً هو انخراط القاهرة في هذا المسار باعتبارها تمثل الطرف الأكثر تأثيرًا على قيادة الجيش، ولعل هذا يفسر ترحيب اجتماع لجنة “الإيغاد” في أديس أبابا بهذه القمة.
وبشأن نجاح قمة جوار السودان في إحداث اختراق إيجابي في الصراع الراهن، أكد “أبو الجوخ” أن هذا يتوقف على عدد من المحاور، منها:
- إذا ما أفلحت القمة في تجاوز التباين والتجاذب مع المسارات المطروحة من الاتحاد الإفريقي أو الإيغاد أو مسار جدة، وهذا يعني عدم التوصل لخلاصات تتعارض مع هذه المسارات الثلاثة التي تتلخص أهدافها النهائية في الوقف الدائم للحرب وتسليم السلطة للمدنيين.
- يتطلب الأمر الحصول على تعهدات صارمة من الجانبين بالالتزام الجاد بوقف الحرب وتنفيذ الخطوات اللازمة لبداية الإصلاح الأمني والعسكري، وعلى رأسها إبعاد عناصر النظام البائد خاصة القيادات المتهمين بالتورط في اندلاع الصراع وعرقلة مساعي وقفه.
- أبرز المخاوف التي قد تضعف التحرك المصري هو احتمال انجرافها لتصبح إحدى محطات التجاذبات بين الأطراف الإقليمية، خاصة في تباين وجهات نظر بعض دول جوار السودان تجاه أطراف الصراع وتقاطع رؤيتهما في ما يتصل بالحلول نفسها.
غياب الأدوات
من جانبه، شدد الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير، في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، على أهمية قمة القاهرة كمنصة جديدة لدفع طرفي الصراع للمفاوضات ونزع فتيل الأزمة.
لكن “سمير” أشار إلى أن غياب “الأدوات” على الأرض بعد رفض وجود قوات حفظ سلام، وعدم وجود مراقبين في مناطق النزاع من الأمم المتحدة، يجعل أي هدنة أو مبادرة في “مهب الريح”.
وشدد على أن تحقيق الهدف المعلن من القمة وهو توحيد رؤية دول الجوار لحل الصراع، يحتاج إلى جهد خاص، وتوافق عابر للخلافات.
ووفق خبير العلاقات الدولية، فإن طموح القمة يتركز على اكتشاف المساحات المشتركة بين دول الجوار لمواجهة أزمات “تدفق اللاجئين” خاصة بالنسبة لمصر التي استضافت ما يزيد عن 250 ألف سوداني منذ بداية الحرب.
أوضاع صعبة
- مع تزايد سقوط الضحايا المدنيين نتيجة القصف المكثف في الأحياء السكنية والتدهور المريع في الأوضاع المعيشية والإنسانية تتزايد الأصوات المطالبة بوقف الحرب ورفض الدعوات المنادية بالتحشيد الشعبي لصالح القتال.
- نزح نحو 3 ملايين شخص من مناطق الحرب في الخرطوم ودارفور، كما يعاني ملايين السودانيين من صعوبات كبيرة في تغطية المصروفات اليومية التي تضاعفت في العديد من مدن البلاد؛ في ظل توقف مرتبات معظم الموظفين بسبب الأضرار الكبيرة التي تعرض لها النظام المصرفي وتوقف عجلة الإنتاج في البلاد.
- عبر ما يزيد على 255 ألفا الحدود إلى مصر، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة.
- يعتبر القطاع الصحي الأكثر تأثرا بالحرب حيث خرج أكثر من 60 في المئة من مستشفيات العاصمة عن الخدمة وفقا لنقابة أطباء السودان؛ كما يعاني العدد القليل من المستشفيات المتوفرة في الأقاليم من نقص حاد في الأدوية والمعينات الطبية ومن أوضاع أمنية خطيرة.
- حذّرت الأمم المتحدة من “حرب أهلية شاملة” في السودان، في غداة مقتل مدنيين في أم درمان في “عملية خاصة”.