بقلم: يورونيوز
نشرت في
خلال لقاء مع كبار المسؤولين القضائيين في طهران، قال خامنئي إن “حسابات المعتدين ومخططهم كانا يهدفان إلى إضعاف النظام عبر استهداف شخصيات ومراكز حساسة داخل البلاد”، مضيفًا أن الغاية كانت دفع المواطنين إلى النزول إلى الشارع بغية إشعال اضطرابات تؤدي إلى “الإطاحة بالنظام”.
وأكد أن التعامل مع المرحلة المقبلة، سواء على المستوى العسكري أو الدبلوماسي، يجب أن يتم بـ”دقة وعناية”، مشددًا على أن إيران ستواجه التحديات من “موقع قوة”، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية حول الاستراتيجية المتوقعة.
ووُصفت الهجمات التي شنّتها الدولة العبرية في 13 حزيران/يونيو بأنها الأعنف من نوعها، وطالت منشآت نووية ومراكز عسكرية استراتيجية، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص بحسب السلطات الإيرانية، بينهم قادة عسكريون بارزون وعلماء في البرنامج النووي. كما نفذت الولايات المتحدة ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز.
وفي المقابل، أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 28 شخصاً، بحسب أرقام السلطات الإسرائيلية.
نتنياهو يخاطب الشارع الإيراني
بالتوازي مع التصعيد العسكري الأخير، حرصت إسرائيل على توجيه رسائل سياسية مباشرة، أبرزها جاء على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” إن الضربات الإسرائيلية “بإمكانها بالتأكيد إحداث تغيير في النظام الإيراني“. كما وجّه، في رسالة متلفزة، نداءً مباشراً إلى الشعب الإيراني، دعاهم فيه إلى “الثورة على النظام”، قائلاً إن إسرائيل “تمهّد الطريق لتحقيق حريتكم”.
وربط نتنياهو بين العمليات العسكرية الإسرائيلية وبين تغييرات سياسية شهدتها دول أخرى، مشيرًا إلى أن حملات بلاده ضد “حزب الله” ساهمت في تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وكذلك في “إسقاط نظام الأسد في سوريا”، على حد تعبيره. كما عبّر عن أمله بأن “تُستعاد الصداقة القديمة” بين الشعبين الإيراني والإسرائيلي، في إشارة إلى العلاقات بين تل أبيب ونظام الشاه قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
ويبدو أن خامنئي يرى في ذلك امتداداً لمحاولات سابقة لإثارة الشارع الإيراني، خاصة أن إيران شهدت منذ عام 2009 عدة موجات احتجاجية لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية. من الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية عام 2009، مرورًا بتحركات عام 2017 التي ركّزت على الوضع المعيشي، ووصولاً إلى انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني، لطالما مثّل الشارع الإيراني نقطة ضغط مركزية في الصراع داخل الجمهورية الإسلامية.
محادثات معلّقة
الهجمات الإسرائيلية وقعت قبل يومين فقط من موعد محادثات نووية كان من المفترض أن تجمع طهران وواشنطن في جولة سادسة بدأت في نيسان/أبريل. لكن هذه الجولة لم تُستأنف حتى الآن، وسط تصاعد التوتر.
ورغم التصعيد، كرّرت طهران استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات، شرط أن تضمن الولايات المتحدة عدم لجوئها إلى عمل عسكري ضد الجمهورية الإسلامية.
وفي أحدث التصريحات، أعلن البرلمان الإيراني رفضه لأي مفاوضات لا تستوفي “شروطاً مسبقة”، لم يتم توضيحها.