ذكر صحفي يعمل في (التلغراف البريطانية) أن قائداً سابقاً للاستخبارات العربية أخبره بأن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يعتقد بأن بشار الأسد “أحمق تماماً”، وفي كثير من الأحيان عندما يلتقيان كان بوتين يتجاهله ويتحدث فقط إلى مسؤوليه.
وفي كتابه الذي حمل عنوان (الأسد: انتصار الطغيان) أكد الصحفي البريطاني “جون كوغلين” أن بوتين على الرغم من نشر قواته لإبقاء الأسد في السلطة وحماية قاعدتين عسكريتين روسيتين في البلاد، إلا أنه لا يولي اهتمامًا كبيرًا للديكتاتور السوري.
وبحسب ما كتب “كوغلين” فإن رئيس مخابرات عربياً سابقاً (لم يذكر اسمه) أكد خلال لقاءاته المتعددة والمنتظمة مع (بوتين) أن الأخير يعتقد أن الأسد “غبي” لذا كان يخاطب ويتكلم المسؤولين الذين يحضرهم ويقوم بتجاهله تماماً في أغلب الأوقات.
وأشارت صحيفة التلغراف إلى أنه في الدراسة الدقيقة والمثيرة للاهتمام التي أجراها الكاتب البريطاني، كشف عن الأسد كقاتل يختبئ دائمًا على مرأى من الجميع مرسياً الاستبداد والوحشية في البلاد، كما أكد كوغلين أنه خلال العقود الأربعة الماضية التي كان يغطي فيها الحروب بجميع أنحاء العالم، لم يواجه أبدًا صراعًا أكثر وحشية مما حدث في سوريا.
ولفت “كوغلين” في كتابه إلى تورط الأسد بفظائع لا إنسانية ضد شعبه، وأنه يجب أن ينضم اسمه إلى صفوف أولئك الذين لا يزالون بنظر الجميع قتلة ومجرمين بمن في ذلك هتلر وستالين وغيرهم.
وبيّن الكاتب أن المفارقة الغريبة هي أن الأسد عندما أصبح رئيسًا لسوريا عام ألفين، رحبت به الدول الغربية في البداية لاعتقادها أنه سيصحح وينهي عقودًا من الهمجية تحت قيادة والده (حافظ الأسد)، على الرغم من التحذيرات التي تلقتها من ميول بشار العدائية.
وتابع أن الأسد بات يردد ما قاله بسمارك: “ينظر الناس إلى يدي والقفازات المخملية، لكنهم مخطئون جداً، لأنني إذا خلعتها فسيرون قبضة من حديد” في إشارة للمجازر التي حصلت بسوريا على يد ميليشيا أسد وحلفائه.
وأردف كوغلين أنه سرعان ما ظهرت هذه القبضة الحديدية، عندما بدأ (الرجل الذي يبدو للآخرين خجولاً) بارتكاب أعمال عنف واسعة النطاق ضد شعبه وإخماد حركات ربيع دمشق، الأمر الذي تسبب بمقتل نصف مليون شخص بحلول عام 2016 وفوضى عارمة في البلاد، فيما يعد أكثر الصراعات دموية في القرن الحالي.
وأشار إلى أن الأسد شخصية أكثر تلاعبًا مما نتخيله، فقد بدأ مسيرته الرئاسية كمصلح، لكنه سرعان ما سئم من الانغماس حتى في التحركات المحدودة نحو الديمقراطية واعتنق أسلوب والده الاستبدادي بدلاً من ذلك.