بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
وسط تصاعد حدة القتال على طول الحدود المتنازع عليها بين تايلاند وكمبوديا، أكدت بانكوك رفضها للوساطة الدولية مفضلةً حلّ النزاع العسكري عبر مفاوضات ثنائية مباشرة. وقال مسؤولان تايلانديان، يوم الجمعة، إن بلادهما لا ترى في الوقت الراهن حاجة لتدخل أطراف خارجية، رغم استمرار الاشتباكات المدفعية لليوم الثاني على التوالي.
ويشهد الشريط الحدودي بين البلدين أسوأ مواجهات عسكرية منذ أكثر من عقد، حيث اندلعت أعمال العنف في مواقع متعددة على الجبهة المشتركة، وسط اتهامات متبادلة بشأن مسؤولية إشعال القتال. ووفق وكالة “رويترز”، تبادلت القوات التايلاندية والكمبودية القصف المدفعي يوم الجمعة، بعد يوم واحد فقط من اندلاع القتال.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة والصين وماليزيا – الرئيس الحالي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) – عرضت تسهيل حوار بين الطرفين، إلا أن تايلاند أعلنت تمسكها بالحل الثنائي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايلاندية، نيكورنديج بالانكورا، في تصريح لـ”رويترز”: “لا نعتقد أننا بحاجة إلى وساطة من دولة ثالثة في هذه المرحلة”.
من جانبه، كشف رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي يرأس آسيان هذا العام، أنه أجرى اتصالات مع قادة كل من كمبوديا وتايلاند، ودعا الطرفين إلى التوصل لتسوية سلمية. ورغم إشادته بمبادرة أنور، صرح نائب وزير الخارجية التايلاندي، روس جاليشاندرا، للصحفيين: “نقدّر العرض، ولا نستبعد تمامًا تدخل طرف ثالث، لكننا نؤمن بأن الآليات الثنائية لم تُستنفد بعد”.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الجمعة، إن بلاده وتايلاند وافقتا في البداية على اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدّمه أنور، إلا أن تايلاند تراجعت عن الالتزام لاحقًا. ولم يصدر عن الحكومة التايلاندية أي تعليق فوري على تصريحات هون مانيت، وفق “رويترز”.
ويعود أصل النزاع إلى خلاف طويل الأمد بشأن السيادة على مناطق حدودية تعود لأكثر من قرن. واتهم كل طرف الآخر بإشعال شرارة القتال صباح الخميس. وقال نيكورنديج إن تايلاند ما زالت متمسكة بموقفها: “نؤمن بأن الآلية الثنائية هي أفضل طريق للخروج من هذه الأزمة، فهذا نزاع بين دولتين”، مضيفًا أن “على الجانب الكمبودي وقف العنف أولًا”، ومؤكدًا: “أبوابنا ما زالت مفتوحة”.
وفي تطور موازٍ، طلبت كمبوديا من مجلس الأمن الدولي التدخل لوقف التصعيد، متهمةً تايلاند بـ”عدوان عسكري غير مبرر ومخطط له مسبقًا”، بحسب وصف هون مانيت. ووفق “رويترز”، أعلن المجلس أنه سيعقد جلسة مغلقة يوم الجمعة لبحث التصعيد.
وكانت الأزمة قد شهدت تصعيدًا دبلوماسيًا أيضًا، إذ استدعت تايلاند سفيرها لدى بنوم بنه وطردت السفير الكمبودي، بعد إصابة جنود تايلانديين بانفجارات ألغام أرضية. وأشارت بانكوك إلى أن الألغام زُرعت مؤخرًا، وهو ما نفته كمبوديا بشكل قاطع.