كان السودانيون يعلقون آمالاً كبيرة على مناسبة عيد الأضحى كي يجدوا متنفساً، ولو قصير الأمد، في ظل الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، خاصة مع إعلان كل معسكر على حدة هدنة بمناسبة العيد، لكن انفجارات عنيفة هزت الخرطوم، بالإضافة إلى غارات جوية على أهداف متفرقة وتبادل لإطلاق النار.
شهد وسط العاصمة السودانية الخميس “انفجاراً ضخماً” هز جدران منازل تبعد عنه كيلومترات مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في ثاني أيام عيد الأضحى، بحسب شهادات سكان.
وأفاد سكان في الخرطوم لوكالة فرانس برس بوقوع “انفجار ضخم شرق مقر قيادة الجيش وسط الخرطوم وتصاعد سحب من الدخان”، كما أكّد شهود يقيمون بعيداً من مكان الإنفجار بحوالي سبعة كيلومترات: “شعرنا باهتزاز في جدران المنازل”.
وكان السودانيون يعلقون آمالاً كبيرة على مناسبة عيد الأضحى حتى يجدوا متنفساً، ولو قصير الأمد، في ظل الحرب الدائرة بين الطرفين، إلا أن الأربعاء، أول أيام العيد شهد غارات جوية وتبادلاً لإطلاق النار في أم درمان، على الرغم من إعلان كل معسكر على حدة هدنة بمناسبة العيد.
ونشر الصحفي أحمد القرشي إدريس على صفحته في تويتر لقطة مصورة للانفجار، دون أن يأتي ذكر على أسبابه.
والخميس كذلك، أفاد شهود بأن “مقاتلات تابعة للجيش تقصف مواقع تابعة لقوات الدعم السريع، في حي الفتيحاب جنوب أم درمان”. وكان البرهان قد دعا الثلاثاء، في خطاب متلفز “جميع شباب بلادي وكل من يستطيع الدفاع ألاّ يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه أو بالانضمام للوحدات العسكرية”.
يعاني ملايين من سكان الخرطوم العالقين في العاصمة من تقنين التيار الكهربائي والمياه في أجواء من الحر الشديد، وكان المعسكران المتحاربان قد أبرما أكثر من هدنة بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكن سرعان ما كان يتم خرقها.
وقُتل نحو 2800 شخص ونزح أكثر من 2,8 مليون هرباً من الحرب الدائرة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو منذ 15 نيسان/أبريل.
ويحتاج 25 مليون شخص في السودان لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة، كما أفادت تقارير بتعرّض مدنيين للاستهداف والقتل بسبب انتمائهم الإثني على يد قوات الدعم السريع ومليشيات عربية متحالفة معها، الأمر الذي يذكّر بما شهده إقليم دارفور من مآسٍ.