أعلنت القوات الجوية الأوكرانية يوم الثلاثاء أن روسيا شنت هجوماً ليلياً غير مسبوق باستخدام 188 طائرة مسيرة، مستهدفة معظم المناطق في أوكرانيا. ووصفت هذه العملية بأنها أكبر عدد من الطائرات المُسيرة يُستخدم في هجوم واحد حتى الآن.
ورغم أن غالبية الطائرات المُسيرة تم اعتراضها، إلا أن الهجوم ألحق أضرارا بالمباني السكنية والبنى التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكة الطاقة الوطنية. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات على الفور في المناطق الـ17 المستهدفة.
وفي تطور لافت، أقرت وزارة الدفاع الروسية بشكل نادر بتعرض مواقعها داخل الأراضي الروسية لهجمات بصواريخ “ATACMS” الأميركية الصنع، التي سمح الرئيس الأميركي جو بايدن باستخدامها لتمكين أوكرانيا من استهداف مواقع في العمق الروسي.
ومنذ منتصف العام، كثّفت روسيا هجماتها على المناطق المدنية في أوكرانيا باستخدام طائرات مُسيرة، وصواريخ، وقنابل انزلاقية. وعلى الرغم من ذلك، حافظ الجيش الروسي على زمام المبادرة في ساحة المعركة على مدار العام الماضي، حيث يحرز تقدماً تكتيكياً مهماً في منطقة دونيتسك الشرقية، وفقاً لتحليلات عسكرية غربية.
ومن جانب آخر، تواجه أوكرانيا شتاءً صعباً، مع تزايد المخاوف بشأن استقرار إمدادات الكهرباء وسط هجمات روسيا المتكررة، في ظل الشكوك حول مستوى الدعم الأميركي المستقبلي بعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن خمسة صواريخ من طراز “ATACMS” استهدفت أحد أنظمة الدفاع الجوي الروسية في منطقة كورسك الحدودية يوم السبت. وتم إسقاط ثلاثة من هذه الصواريخ بواسطة أنظمة بانتسير للدفاع الجوي، بينما أصابت صواريخ أخرى أهدافها، مما أسفر عن إصابة عدد من الجنود وتضرر رادار النظام.
وفي هجوم آخر يوم الاثنين، أُطلقت ثمانية صواريخ من نفس الطراز على قاعدة كورسك-فوستوتشني العسكرية قرب خالينو. وقد تم اعتراض سبعة منها، فيما وقع أحدها على المنشأة، ما أدى إلى إصابة جنديين وتسبب في أضرار طفيفة، وفقاً للوزارة التي أضافت في بيانها: أن “التحضيرات للردود الانتقامية جارية”، دون الخوض في تفاصيل.
وفي الأثناء، قال مسؤول أميركي إن هذه الصواريخ قد استُخدمت لأول مرة لاستهداف مواقع داخل روسيا في 19 نوفمبر.
مع انتشار الطائرات الروسية في أراضي أوكرانيا في وقت متأخر من يوم الاثنين، استمرت صفارات الإنذار في منطقة كييف لأكثر من سبع ساعات. ويرى محللون عسكريون أن روسيا تحاول بث الرعب بين المدنيين واستنزاف إرادتهم في المقاومة، بينما يدخل الصراع عامه الثالث.
وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن كل طائرة روسية تحتوي على 85 مكوناً أجنبياً تحصل عليها روسيا عبر التحايل على العقوبات الدولية. وصرح عبر تطبيق تليغرام قائلاً: “نحتاج إلى جهد مشترك أكبر لضمان فعالية العقوبات وإجبار روسيا على إنهاء هذه الحرب”.
ومن جانبها، ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية يوم الثلاثاء أن نصف الاشتباكات على خط الجبهة الممتد لألف كيلومتر تقريباً وقعت قرب بوكروفسك وكوراخوف في منطقة دونيتسك خلال الـ24 ساعة الماضية.
ومع أن المكاسب الروسية على الأرض كانت تدريجية، فإن زخمها المتزايد يهدد خطوط الإمداد الحيوية في دونيتسك، وفقاً لمعهد دراسات الحرب ومقره واشنطن. ومع ذلك، أكد المعهد أن الدفاعات الأوكرانية في دونيتسك ليست في خطر الانهيار حالياً.