بدأ الجيش الأمريكي باتخاذ مجموعة من الخطوات الجديدة تشمل 6 إجراءات لحماية قواته في الشرق الأوسط، وذلك مع تزايد المخاوف من هجمات تشنها ميليشيات مدعومة من إيران على القواعد الأمريكية في المنطقة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين، تحدثوا بشرط عدم نشر هوياتهم، قولهم إنه رغم الخطوات الجديدة يُترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين الأمريكيين إذا لزم الأمر.
6 خطوات جديدة
وتشمل الإجراءات الجديدة بحسب ما ذكر المسؤولون، زيادة الدوريات العسكرية الأمريكية، وتقييد الوصول إلى مرافق القواعد الأمريكية، وزيادة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة وعمليات المراقبة الأخرى.
وإضافة إلى ما سبق، بدأ الجيش الأمريكي بتعزيز المراقبة من أبراج الحراسة بالمنشآت العسكرية، والإجراءات الأمنية عند نقاط الوصول إلى القواعد، وتكثيف العمليات لمواجهة الهجمات المحتملة بالطائرات المسيرة والصواريخ والقذائف.
وقال أحد المسؤولين إن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت للاستهداف بشكل متكرر منذ بدء الحرب بين إسرائيل وغزة في السابع من الشهر الجاري.
وتسببت الهجمات في إصابات طفيفة لـ 4 عسكريين أمريكيين حتى الآن وخمسة مقاولين يعملون مع الجيش الأمريكي، عادوا جميعاً إلى الخدمة.
وبحسب ما نقلت الوكالة عن مصدرين أمنيين أمس فإن صاروخين سقطا داخل قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق، التي تستضيف قوات أمريكية وقوات دولية أخرى غرب بغداد.
زيادة الهجمات
قائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل إريك كوريلا قال في بيان لرويترز: “مع زيادة عدد الهجمات ومحاولات الهجوم على مواقع عسكرية أمريكية فإن المراجعة المستمرة لإجراءات حماية قواتنا أمر بالغ الأهمية”.
واعتبر كوريلا أن الخطوات التي تم اتخاذها لحماية القوات ونشر أصول عسكرية أمريكية إضافية في المنطقة في الأيام الأخيرة “حالت دون وقوع المزيد من الخسائر الخطيرة في صفوف قواتنا في مسرح العمليات”.
وفي الأسبوع الماضي، قبالة سواحل اليمن، أسقطت سفينة حربية أمريكية أكثر من اثنتي عشرة طائرة مسيرة وأربعة صواريخ كروز أطلقته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
عائلات العسكريين
ولم يذكر مسؤول عسكري أمريكي، على وجه التحديد ما الذي قد يؤدي إلى إجلاء عائلات العسكريين الأمريكيين الذين تم نشرهم في مواقع بالشرق الأوسط بما في ذلك البحرين حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.
وقال المسؤول: “نراجع الأمر بشكل مستمر وإذا وجدنا أن التهديد يتصاعد إلى مستوى يهدد عائلات أفراد خدمتنا في المنطقة، فسنخطئ إذا لم نتوخ الحذر”.
وحذر كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن لا سيما وزير الدفاع لويد أوستن من خطر حدوث تصعيد كبير في الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وأن إيران قد تسعى إلى توسيع نطاق الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وأمر أوستن بنشر دفاعات جوية جديدة في الشرق الأوسط لحماية القوات، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي (ثاد)، كما أرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية وحاملتي طائرات، وطائرات مقاتلة إلى المنطقة لمحاولة ردع إيران والميليشيات التابعة لها.
استراتيجية إيران
وكان البنتاغون قد أشار إلى أنه لم يرصد صدور أمر مباشر من أعلى المستويات في إيران بتنفيذ الهجمات.
ووفق ما قاله مسؤولون إيرانيون لـ”رويترز” بوقت سابق فإن إيران، الداعمة لحركة حماس، تجد نفسها في مأزق بينما تحاول إدارة الأزمة المتصاعدة، معتبرين أن أن وقوف إيران على الهامش في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة من شأنه أن يعيق بشكل كبير الإستراتيجية الإيرانية للسيطرة الإقليمية التي اتبعتها منذ أكثر من أربعة عقود.
وقال 3 مسؤولين أمنيين إنه تم التوصل إلى توافق في الآراء بين كبار صناع القرار في إيران في الوقت الحالي، يتمثل في إعطاء مباركتهم للهجمات المحدودة عبر الحدود التي تشنّها ميليشيا حزب الله اللبناني على أهداف عسكرية إسرائيلية، وعلى مواقع منخفضة التكلفة من خلال تنفيذ هجمات على أهداف أمريكية من قبل ميليشيات أخرى تابعة لإيران في المنطقة، إضافة إلى منع أي تصعيد كبير من شأنه أن يجر إيران نفسها إلى الصراع.