بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
تقول زهرة، أم تبلغ من العمر 20 عامًا وتختبئ حاليًا في مدرسة سابقة للبنات، لمذيعة بريطانية من قناة “سكاي نيوز: إنها أعطت قوات الدعم السريع المال لكي يكفوا أذاهم عنها، لكن الجماعة اقتادت بعض النساء ممن لم يستطعن دفع المال إلى غرف، وتضيف قبل أن تنفجر باكية: “لا نعرف إذا تم ضربهن أو اغتصابهن.”
وتتابع زهرة: “لم نستطع النوم بسبب أصوات الرجال الذين يُجلدون ويُنهبون بالقرب منا. كل إخوتي محاصرون هناك. لا يوجد من يعتني بي.”
الشهادات من النساء السودانيات لا تقل قساوة عما روته به زهرة، إذ تقول حوّاء: “اغتصبوا ابنتيّ الصغيرتين أمام عينيّ. هربتا من العار والذل. لم أرَهما منذ ذلك الحين.”
أين الإنسانية؟
بدورها، تؤكد د. عفاف إسحاق، مديرة المخيم ومتطوعة في الاستجابة الطارئة، والتي فرّت من الخرطوم مع بداية الحرب الأهلية، أن العاملين في مجال الإغاثة يواجهون ظروفًا بالغة القسوة أيضًا، قائلة: “أعيش حالة من التعذيب النفسي وأعاني من الاكتئاب بسبب عدد الحالات التي أتعامل معها، إلى درجة أنني أصبت بانهيار عصبي.”. وتضيف: “أحمّل المجتمع الدولي المسؤولية. كيف يتحدثون عن حقوق الإنسان؟ أين الإنسانية؟”
كارثة في المستشفيات
وعلى مستوى الطبابة، يؤكد آخر تقرير للأمم المتحدة أن المستشفيات تواجه ضغوطًا هائلة. فقد تم إدخال ما يقرب من 100 جريح، بينهم نساء وأطفال، إلى المرافق الطبية في يوم واحد الأسبوع الماضي، وأُعلن وفاة العديد منهم عند الوصول، وفقًا لتقارير المنظمة الطبية غير الحكومية أطباء بلا حدود (MSF).
وتوضح المنظمة في منشور على منصة “إكس”: منذ منتصف يوليو، انتشر وباء الكوليرا في دارفور الوسطى، السودان، حيث تم تسجيل أكثر من 2200 حالة و39 وفاة في المرافق التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود (MSF).
من جهته، يشدد د. عثمان آدم على الحاجة للدعم على ضرورة دعم الاستجابة الطبية قائلًا “نحتاج للأدوية إما تمدّوننا بها، أو يمكنكم تقديم المال للضحايا والمرضى، لكن على أي حال نحن بحاجة إلى دعم.”
أكبر أزمة إنسانية في العالم
وكانت قد حذرت الأمم المتحدة من أن حوالي 260 ألف شخص ما زالوا محاصرين في الفاشر، نصفهم من الأطفال، بعد أكثر من 16 شهرًا من تطويق قوات الدعم السريع للمنطقة.
وتعد الفاشر آخر معقل عسكري للجيش في إقليم دارفور الشاسع المساحة. وتحاول قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي السيطرة على المدينة منذ أبريل 2024، إذ كانت هدفًا لحملة قصف أسفرت عن مقتل أو تشويه أكثر من 1000 طفل، وفقًا لليونيسيف.
وتقول المنظمات الإنسانية إن الحرب الأهلية في السودان فجرت أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع نزوح أكثر من 14 مليون شخص ودفع أجزاء من البلاد نحو المجاعة وتفشي الأمراض.