اعلان

وتأتي هذه الزيارة في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الغرب، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز تعاونهما الاستراتيجي.

وخلال محادثاتهما في الكرملين، قدم الزعيمان نفسيهما كمدافعين عن نظام عالمي جديد لا تهيمن عليه الولايات المتحدة. 

ويعد شي أبرز الزعماء الأجانب الذين يزورون موسكو هذا الأسبوع للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، وهو حدث ذو أهمية خاصة للرئيس بوتين.

وتعتبر مشاركة شي دعما مهما لبوتين في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا، ومع تعرض روسيا لضغوط من جانب الولايات المتحدة في محادثات متعثرة تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال شي، الذي تخوض بلاده حاليا حربا تجارية مع الولايات المتحدة، إنه ينبغي على بكين وموسكو ترسيخ أسس تعاونهما و”القضاء على التدخل الخارجي”.

والتقى بوتين وشي عدة مرات، ووقعا شراكة استراتيجية “بلا حدود” في فبراير 2022، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من إرسال بوتين جيشه إلى أوكرانيا. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، وقد قدمت لموسكو دعما اقتصاديا ساعدها في مواجهة العقوبات الغربية.

وأكد بوتين أن الزعيمين سيشرفان شخصيا على جميع العناصر الرئيسية في العلاقة، بهدف تحقيق زيادة كبيرة في التجارة والاستثمار بحلول عام 2030.

ضيف مؤثر

على الصعيد المحلي، تتيح ذكرى الحرب العالمية الثانية لبوتين فرصة لحشد الروس لإحياء ذكرى إنجاز تاريخي يشكل جوهر الهوية الوطنية للبلاد. فقد الاتحاد السوفيتي 27 مليون شخص في الحرب، بما في ذلك ملايين في أوكرانيا، التي دمرت أيضا.

على الصعيد العالمي، يسعى بوتين إلى إظهار أن لديه حلفاء أقوياء، وإثبات أن سنوات من العقوبات الغربية لم تنجح في عزل روسيا.

في كلمته الافتتاحية، بعد استقبال شي في إحدى أفخم قاعات الكرملين، شكره بوتين على زيارته موسكو للاحتفال بالذكرى الثمانين للانتصار “المقدس” على أدولف هتلر.

قال بوتين: “إن الانتصار على الفاشية، الذي تحقق بتضحيات جسيمة، له أهمية دائمة”. وأضاف: “مع أصدقائنا الصينيين، نحافظ بحزم على الحقيقة التاريخية، ونحمي ذكرى أحداث سنوات الحرب، ونواجه المظاهر الحديثة للنازية الجديدة والعسكرة”.

وأوضح بوتين أن العلاقات بين موسكو وبكين “مفيدة للطرفين” وليست موجهة ضد أي أحد. 

وصور بوتين حربه في أوكرانيا على أنها صراع ضد النازيين المعاصرين منذ البداية. ترفض أوكرانيا وحلفاؤها هذا الوصف باعتباره كذبا بشعا، متهمين موسكو بشن غزو على الطراز الإمبراطوري.

وقال شي إن البلدين، بصفتهما قوتين عالميتين وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، سيعملان معا لمواجهة “الأحادية والتنمر” – في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة.

شاركها.
Exit mobile version