بقلم: يورونيوز
نشرت في
لقي عامل حتفه مساء الاثنين إثر انهيار جزئي لبرج “تورّي دي كونتي” التاريخي في العاصمة الإيطالية روما، أثناء تنفيذ أعمال ترميم في المبنى العائد إلى العصور الوسطى.
وكانت فرق الإنقاذ قد تمكنت بعد ساعات طويلة من الجهود المعقدة من انتشال العامل من تحت الأنقاض، لكنّه فارق الحياة لاحقًا متأثرًا بجراحه.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: “أعبر عن بالغ الحزن والعزاء، باسمي وباسم الحكومة، على الفقد المأساوي للعامل أوكتاي سترويتشي الذي قضى في انهيار برج تورّي دي كونتي في روما.. نحن قريبون من عائلته وزملائه في هذا الوقت العصيب الذي لا يوصف.”
وأظهرت المشاهد لحظات إنقاذ العامل، حيث قام ثلاثة من رجال الإطفاء بنقله على سُلّم هوائي قبل وضعه في سيارة إسعاف ونقله إلى المستشفى.
وخلال العملية، واجهت فرق الإنقاذ صعوبات كبيرة بسبب تكرار الانهيارات الجزئية للهيكل، ما أجبرها على التراجع أكثر من مرة. كما استعانت بطائرة مسيّرة لتقييم استقرار البرج قبل متابعة العمل. واستُخدمت لاحقًا رافعة ضخمة مزوّدة بأنابيب لسحب الأنقاض من الطوابق العليا، في عملية استمرت حتى وقت متأخر من الليل.
وبحسب المتحدث باسم الإطفاء لوكا كاري، فقد تم إنقاذ ثلاثة عمال آخرين دون إصابات، بينما أُدخل عامل رابع يبلغ من العمر 64 عامًا إلى المستشفى في حالة حرجة بعد إصابته بكسر في الأنف.
وشيد البرج التاريخي، في القرن الثالث عشر على يد البابا إنوسنت الثالث ليكون مقرًا لعائلته، وشهد عبر تاريخه سلسلة من الأضرار والانهيارات، أبرزها زلزال عام 1349 وانهيارات إضافية في القرن السابع عشر.
وكانت أعمال الترميم الجارية في البرج، الذي أُغلق منذ عام 2007، جزءًا من مشروع بقيمة 6.9 ملايين يورو يهدف إلى ترميمه وتركيب أنظمة كهربائية ومائية جديدة، إلى جانب إنشاء متحف مخصص لتاريخ المنتدى الإمبراطوري الروماني.
وأوضحت السلطات الإيطالية أن اختبارات الاستقرار التي أُجريت قبل بدء المرحلة الأخيرة من الأشغال في يونيو الماضي، أكدت أن البرج مستقر وآمن للعمل، مشيرة إلى أن كلفة المرحلة التي كانت على وشك الانتهاء بلغت نحو 400 ألف يورو.

