بقلم: يورونيوز
         نشرت في
            
            
في خيام مهترئة ببلدة تاويلا شمال دارفور، يجلس مئات النازحين الذين فرّوا من مدينة الفاشر بعد سقوطها في أيدي قوات الدعم السريع، وقد بدت على وجوههم ملامح التعب والخوف والذهول مما شهدوه على مدى عام ونصف من الحصار والمجازر.
ويروي النازح حبيب الله يعقوب وهو جالس أمام خيمته كيف تحوّلت حياتهم إلى كفاح يومي من أجل البقاء قائلا:”الظروف كانت صعبة جدًا، لا طعام ولا وسيلة نقل، حتى الخروج من المنزل لجلب الماء كان مغامرة.. أصابتني رصاصة طائشة عندما خرجت لأملأ وعائي بالماء”.
وتجلس سامية إبراهيم تحت خيمة صغيرة مع طفلها، ما تزال عيناها غارقتين في الصدمة وهي تتحدث عن رحلة الفرار من الفاشر:”قوات الدعم السريع ضربتنا وأهانتنا، أخذوا كل ما نملك وتركوا لنا لا شيء.. لا أعرف أين زوجي، لا أعلم إن كان حيًا أم ميتًا.. في الطريق رأينا جثثًا في كل مكان.”
وتقول منظمات الإغاثة إن آلاف النازحين يتدفقون حاليًا على بلدات قريبة مثل تاويلا ومليط وتاويشة، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، بينما لا يزال مصير عشرات الآلاف داخل الفاشر مجهولًا.
وأفاد تقرير صادر عن الهيئة الدولية لتصنيف الأمن الغذائي (IPC) بأن المجاعة تضرب حاليًا مدينتي الفاشر وكادوقلي في جنوب كردفان، وتهدد بالامتداد إلى أكثر من 20 منطقة في دارفور وكردفان. وحذرت الهيئة من أن تاويلا نفسها أصبحت مهددة بالمجاعة، مع انهيار سلاسل الإمداد وارتفاع أعداد الجوعى.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قُتل أكثر من 40 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة، فيما اضطر أكثر من 14 مليون سوداني إلى النزوح داخل البلاد وخارجها. ووصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ تتفشى الأمراض والمجاعة على نطاق واسع، وتنهار الخدمات الطبية والإنسانية بشكل شبه كامل.

		