أثبتت موسيقيات كوبيات جدارتهن في العزف على آلة “التريس”، المعروفة أيضا بـ”الغيتار الثلاثي”، خلال حفل موسيقي شهدته كوبا يوم السبت، تزامنا مع يوم المرأة العالمي.
ورغم أن التريس، وهي الآلة الوطنية لكوبا، لطالما ارتبطت بالعازفين الرجال، حيث يقال إن العازف المتمكن منها “يعزف كرجل قوي”، إلا أن فنانات مثل ياريما بلانكو، وإينيد روزاليس، وجاني كينيونيس يؤكدن أن حضور النساء في هذا المجال آخذ في التزايد، حيث أصبحن جزءا أساسيا من الفرق التقليدية للعزف على التريس.
وعقب أدائها في مهرجان “نساء من آيفي”، تحدثت العازفة ياريما بلانكو عن رحلتها مع الآلة قائلة: “لم أر التريس من قبل إلا عبر شاشة التلفزيون. دراسة هذه الآلة، والتجرؤ على اقتحام مجال لم تطرقه إلا قلة من النساء، أضفى على حياتي بعدا مختلفا”.
وتحمل بلانكو، البالغة من العمر 42 عاما، إنجازا فريدا، إذ أصبحت أول امرأة تتخرج في العزف على التريس من أرقى المعاهد الفنية في كوبا عام 2006.
وخلال المهرجان، الذي امتد ليومين، نظمت العازفات ورشة عمل موسيقية جمعت نساء أخريات، بهدف تبادل الخبرات وكسر الحواجز أمام العازفات الطموحات.
أما الموسيقية جاني كينيونيس، فتطرقت إلى التحديات التي تواجه النساء في هذا المجال، موضحة: “حين تنضم امرأة إلى فرقة موسيقية تقليدية، يطرح دائما السؤال: هل ستتقن العزف؟ هل ستنسجم مع أسلوب الفرقة ومفهومها الفني؟ وهل ستكون بمستوى نظرائها من العازفين الرجال؟”.
بهذه الخطوات الجريئة، تواصل العازفات الكوبيات إعادة تشكيل المشهد الموسيقي، وإثبات أن “التريس لم يعد حكرا على الرجال”.