تعرضت العاصمة اليمنية، صنعاء، لقصف أمريكي مساء السبت، وفق ما أفادت به وسائل إعلام يمنية. وقد استهدفت أربع صواريخ موقعًا تابعًا لجماعة الحوثي قرب محطة التلفزيون في حي الجراف، شمالي المدينة. كما شملت الضربات مواقع أخرى في محيط مطار صنعاء.
وأعلنت وزارة الصحة في صنعاء أن الغارات الأمريكية على العاصمة أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين وإصابة تسعة آخرين في حصيلة أولية.
وفي السياق، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن الولايات المتحدة بدأت، يوم السبت، تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات المواقع التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن، في إطار ما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه حملة جديدة ضد المسلحين.
وبحسب الصحيفة، استهدفت الضربات الجوية والبحرية، التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مواقع تشمل رادارات ودفاعات جوية ومنظومات صواريخ وطائرات مسيّرة، في محاولة لإعادة فتح ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر، التي عطلها الحوثيون على مدى الأشهر الماضية بهجماتهم.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين أن هذه العملية العسكرية، وهي الأوسع في ولاية ترامب الثانية، تحمل أيضًا رسالة تحذيرية إلى إيران. ويسعى الرئيس الأمريكي إلى التفاوض مع طهران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، لكنه أبقى الباب مفتوحًا أمام خيار عسكري في حال رفضت إيران التفاوض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الجوية استهدفت ترسانة الحوثيين، التي تخزن معظم أسلحتها في مواقع محصنة تحت الأرض، ومن المتوقع أن تستمر الغارات لعدة أيام، مع احتمال تصعيدها وفقًا لردود فعل الحوثيين. كما أوضحت أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تواجه تحديات في رصد مواقع الأسلحة الحوثية، التي تُنتج في منشآت تحت الأرض أو يتم تهريبها من إيران.
وأضافت أن بعض مستشاري الأمن القومي في الإدارة الأمريكية يدفعون نحو حملة عسكرية أكثر شمولًا يمكن أن تؤدي إلى تقويض سيطرة الحوثيين على أجزاء واسعة من شمال اليمن. ومع ذلك، لم يمنح ترامب بعد الضوء الأخضر لهذه الاستراتيجية، متحفظًا بشأن التورط في صراع جديد بالشرق الأوسط، وهو ما كان قد تعهد بتجنبه خلال حملته الانتخابية.
وقالت الصحيفة إن الضربات جاءت بعد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض هذا الأسبوع، جمعت بين الرئيس ترامب وكبار مساعدي الأمن القومي، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، والجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية. ووفقًا للمسؤولين الأمريكيين، وافق ترامب على الخطة العسكرية يوم الجمعة، ما مهد الطريق لتنفيذ الضربات.
وأضافت الصحيفة أن العمليات العسكرية نُفذت بمشاركة طائرات مقاتلة من حاملة الطائرات “هاري ترومان”، المتمركزة في شمال البحر الأحمر، إلى جانب طائرات هجومية تابعة للقوات الجوية الأمريكية وطائرات مسيّرة مسلحة انطلقت من قواعد عسكرية في المنطقة.
وجاءت الضربات بعد تصعيد حوثي في الأسابيع الأخيرة، حيث استهدفت الجماعة طائرة إف-16 أمريكية بصاروخ أرض-جو أثناء تحليقها فوق البحر الأحمر. وفي اليوم نفسه، فُقدت طائرة أمريكية مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper فوق البحر الأحمر.
كما صعّد الحوثيين تهديداتهم في المنطقة، إذ أعلنوا عزمهم استئناف الهجمات ضد إسرائيل في حال أقدمت الحكومة الإسرائيلية على وقف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه التطورات إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.