وفقًا لمعهد الإدارة والتسويق البرتغالي (IPAM)، ارتفعت قيمة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بنسبة 325% خلال السنوات الخمس الماضية، على الرغم من انتقاله إلى دوري أقل بروزًا مثل الدوري السعودي.
في سن الأربعين، أصبح النجم الرياضي علامة تجارية عالمية لها وجود في مختلف القطاعات وإمكانات للنمو المستمر.
حياة كريستيانو رونالدو مليئة بالمفارقات، إذ بفضل موهبته في كرة القدم والانضباط الكبير خارج الملعب، استطاع الشاب الذي ولد قبل 40 عامًا في فونشال لعائلة فقيرة أن يصبح مليونيرًا عدة مرات، ومالكًا لإمبراطورية تُقدر قيمتها بحوالي 850 مليون يورو.
15 عامًا من مراقبة تطور كريستيانو
وقد جاء هذا التقييم جاء في دراسة أجراها المعهد البرتغالي للإدارة والتسويق (IPAM)، الذي يراقب قيمة العلامة التجارية المرتبطة بالنجم البرتغالي منذ عام 2011.
قال دانييل سا، المدير التنفيذي للمعهد البرتغالي IPAM، لوكالة الأنباء البرتغالية (لوسا): “بدأنا قبل حوالي 15 عامًا في مراقبة تطور كريستيانو رونالدو كعلامة تجارية، وفي عام 2011، كانت قيمة هذه العلامة، وفقًا لدراستنا، حوالي 25 مليون يورو. وبعد 15 عامًا، ومع بلوغه سن الأربعين، أصبحت تقدر بحوالي 850 مليون يورو.” تقول الدراسة.
في نهاية عام 2022، انتقل رونالدو إلى نادي النصر السعودي، ليلعب في دوري أقل شهرة وإمكانات مقارنة بدوريات النخبة الأوروبية. يعترف دانييل سا بأن هناك “تأثيرًا سلبيًا”، إلا أنه تم تعويضه بالمكاسب المالية.
مع تجديد عقده مع النادي السعودي حتى عام 2026، والذي تم الاتفاق عليه في يناير/كانون الثاني الماضي، أصبح النجم البرتغالي أعلى لاعب كرة قدم أجرًا في التاريخ، حيث يحصل على 200 مليون يورو لكل موسم، مع احتساب الراتب الأساسي وحقوق الصورة.
وقد تمكّن رونالدو بسبب نجاحه، من جلب انتباه كبار الرعاة، وأصبح بشكل متزايد “وجه العديد من العلامات التجارية حول العالم”، بإيرادات تُقدر بـ 150 مليون يورو.
إضافة إلى ذلك، يبدو أن النجم الرياضي أصبح مؤثرا رقميا أيضًا، فقد قال إنه الشخصية الأكثر متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، مما يمثل مصدرًا قويًا للإيرادات.
28 مليون مشترك على يوتوب في 24 ساعة فقط
وفقًا لقائمة أعدتها أداة هوبر Hopper التابعة لإنستغرام، يتقاضى كريستيانو رونالدو 3.4 مليون دولار مقابل كل منشور على المنصة، وهو أكثر من منافسه اللدود ليونيل ميسي، الذي يتقاضى 2.7 مليون دولار عن كل منشور.
وقد أنشأ الرياضي في يوليو/تموز الماضي، قناة على منصة يوتيوب وصلت إلى 28 مليون مشترك في 24 ساعة فقط. إذ لم تصل أي قناة في تاريخ اليوتيوب إلى 28 مليون مشترك في شهر، بينما احتاج رونالدو يومًا واحدًا فقط لتحقيق هذا الإنجاز، حيث وصل إلى مليون مشترك في 90 دقيقة، وهو رقم قياسي دخل موسوعة غينيس.
وفي غضون 72 ساعة من إنشاء القناة، كان رونالدو قد جنى بالفعل ما يقرب من 100 مليون دولار.
مع نهاية مسيرته الكروية الاحترافية، من المتوقع أن تستمر العلامة التجارية وأرباح النجم البرتغالي في النمو، لأنه، كما يلاحظ دانييل سا، “سيكون لدى رونالدو المزيد من الوقت والتفرغ لجوانب أخرى من حياته”.
“رونالدو المستثمر”
صرح النجم الرياضي بأنه لا ينوي أن يصبح مدربًا لكرة القدم، لكنه يريد أن يلعب دور المستثمر.
يقول دانييل سا: “إنه رونالدو الذي يأخذ ويدير حصصًا مالية في أعمال مختلفة، وقد كشف في الأسابيع الأخيرة أنه سيمتلك ناديًا عاجلًا أو آجلًا”
قال رونالدو لإحدى القنوات التلفزيونية: “أن أصبح مالك نادٍ؟ هذا يبدو أكثر منطقية، لن أستبعد ذلك. إذا كانت صفقة جيدة، فلن أستبعدها.” وأضاف أن نيته هي الاستحواذ على “عدة أندية.”
“لم أرَ أحدًا أفضل مني”
لا يترك كريستيانو رونالدو شيئًا للصدفة، حيث قال خلال مقابلة مع قناة “لا سيكستا” الإسبانية، إنه يرى نفسه اللاعب الأكثر اكتمالًا في تاريخ كرة القدم.
وأضاف: “هذا رأيي، قد تكون مسألة ذوق، أنا هكذا. لكني أعتقد أنني أفعل كل شيء في كرة القدم. ألعب جيدًا بالرأس، أغطي الركلات الثابتة جيدًا، أسدد جيدًا بقدمي اليسرى، أنا سريع وقوي، وأقفز جيدًا. قد تقول إنك تفضل ميسي أو بيليه أو مارادونا. أنا أستمع وأحترم ذلك، لكن القول إن كريستيانو ليس كاملًا هو كذبة. أنا الأكثر اكتمالًا. ألعب جيدًا بالرأس، أخذ ركلات حرة جيدة، أنا سريع، قوي، وأقفز… لم أرَ أحدًا أفضل مني.” كما ثم سُئل عما إذا كان أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. فأجاب: “أعتقد ذلك، بصراحة، لم أرَ أحدًا أفضل مني. أقول ذلك من أعماق قلبي.”
الهداف التاريخي
كريستيانو رونالدو هو الهداف التاريخي في كرة القدم العالمية، حيث سجل 923 هدفًا لأنديته ومنتخب البرتغال. وقد لعب 1038 مباراة في مسيرته الكروية، وقدّم 242 تمريرة حاسمة.
إلى جانب الأهداف، يجمّع اللاعب البرتغالي الألقاب أيضا، إذ حصل على 33 لقبا في مسيرة حافلة تشمل سبعة ألقاب في الدوري المحلي، وخمسة ألقاب أخرى في دوري أبطال أوروبا، وبطولة أمم أوروبا، وكأس الأمم.
سجل رونالدو الأرقام القياسية من حيث عدد المباريات (183)، والأهداف (140)، والتمريرات الحاسمة (42) في دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى أكبر عدد من المباريات (30)، والتمريرات الحاسمة (8)، والأهداف في بطولة أمم أوروبا (14).
بقي لقب كبير واحد لم يحصل عليه بعد النجم البرتغالي، وهو لقب بطل العالم مع الفريق الوطني، وهو ما يمكن أن يناضل من أجله عام 2026، في سن الـ41، إذا تمكنت البرتغال من التأهل لكأس العالم التي ستحتضنها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
العمر ليس في صالح رونالدو، ولكن إذا كان هناك من يؤمن بـ”المستحيل”، فهو بالتأكيد ذلك الشخص.