فجرت كوريا الشمالية شوارع كانت تربطها بكوريا الجنوبية، وذلك للتعبير عن الغضب من خطوة ادعت أن حكومة سيول اتخذتها عندما أرسلت طائرات من دون طيار إلى بيونغ يانغ. وبينما يهدد الرئيس الشمالي كيم جونغ أون بقطع العلاقات تماما مع جارته الجنوبية، فإن المراقبين لا يعتقدون أن هناك تصعيدا يلوح في الأفق.
عمدت كوريا الشمالية يوم الثلاثاء إلى تفجير القسم الشمالي من الطرق غير المستخدمة التي كانت تربطها ذات يوم بالجنوب.
وتبادل البلدان الخصمان التهديدات بعد أيام من ادعاء الشمال أن الجنوب أرسل طائرات من دون طيار ثلاث مرات هذا الشهر، للتحليق في سماء العاصمة بيونغ يانغ، وإسقاط منشورات دعائية، وهددت بالرد بالقوة إذا حدث ذلك مرة أخرى.
ورفضت كوريا الجنوبية تأكيد ذلك، وحذرت من أن جارتها الشمالية ستواجه نهاية نظامها إذا عرضت سلامة المواطنين الجنوبيين للتهديد.
وتعتبر خطوة تدمير الطرق بمثابة تأكيد على أن هناك غضبا متزايدا في كوريا الشمالية ضد الحكومة المحافظة في كوريا الجنوبية.
و تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بقطع العلاقات مع كوريا الجنوبية والتخلي عن هدف تحقيق الوحدة الكورية السلمية.
وردًا على الانفجارات، قال رؤساء الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن قواتهم أطلق النار داخل الأقسام الجنوبية من الحدود ورفع مستوى استعداده. ولم يذكر البيان تفاصيل أكثر، غير أن من الممكن أن تكون هذه الخطوة بمثابة محاولة لتجنب إطلاق النار عبر الحدود من جانب كوريا الشمالية. ولم يعرف على الفور ما إذا كانت قوات بيونغ يانغ قد ردت على إطلاق النار.
وأدانت الوزارة المعنية بتوحيد الشطرين، وتتولى شؤون كوريا الشمالية في جارتها الجنوبية: التفجيرات في الشمال باعتبارها إجراء “غير طبيعي البتة” وتصرفا “رجعيا” ينتهك الاتفاقيات السابقة بين الكوريتين.
ويقول المراقبون إن من غير المرجح أن يشن كيم هجومًا استباقيًا واسع النطاق على كوريا الجنوبية بسبب الخوف من انتقام ضخم شبه مؤكد قد تشنه القوات الأكثر تفوقًا للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من شأنه أن يهدد بقاء بيونغ يانغ.
وأظهر مقطع فيديو قدمه الجيش الكوري الجنوبي سحابة من الدخان الأبيض والرمادي تنبعث من الانفجار على طريق بالقرب من بلدة كايسونغ الحدودية الغربية. وتبدو في الصورة شاحنات وحفارات كورية شمالية وهي تزيل الحطام. وأظهر مقطع فيديو آخر دخانًا يتصاعد من طريق ساحلي بالقرب من الحدود الشرقية.
وتتمتع كوريا الشمالية بتاريخ طويل في إرسال الرسائل السياسية، من خلال تدمير ما على أراضيها من منشآت ذات صلة بجارتها الجنوبية. ففي عام 2020، فجرت كوريا الشمالية مبنى مكتب اتصال فارغا، بنته كوريا الجنوبية شمال الحدود مباشرة، وذلك ردًا على حملات توزيع المنشورات المدنية الكورية الجنوبية.
وينظر إلى تدمير الطرق -التي تم بناؤها في الأساس بأموال كورية جنوبية- كإجراء يتوافق مع أمر الزعيم كيم جونغ أون في كانون الثاني/ يناير الماضي، بالتخلي عن هدف التوحيد الكوري السلمي والنظر رسميا إلى كوريا الجنوبية باعتبارها “العدو الرئيسي الثابت” للبلاد.
ويقول الخبراء إن كيم يهدف على الأرجح إلى تقليص صوت كوريا الجنوبية في المواجهة النووية الإقليمية والسعي إلى التعامل المباشر مع الولايات المتحدة. وقد يأمل أيضاً في تقليص النفوذ الثقافي الكوري الجنوبي وتعزيز الحكم الأسري لعائلته في الداخل.
المصادر الإضافية • أ ب