في 12 يوماً فقط، انهار حكم عائلة الأسد الذي استمر نصف قرن، بعد هجوم خاطف لقوات المعارضة انتهى بالسيطرة على دمشق وفرار الرئيس بشار الأسد إلى موسكو. ومع انهيار الجيش وتوالي سقوط المدن، فقد الأسد قبضته على البلاد بعد 24 عاماً من الحكم الذي ورثه عن والده حافظ الأسد.
هذا الانهيار المفاجئ مثّل منعطفاً حاسماً في صراع استمر 13 عاماً، أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص، وشرد نصف سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليوناً. وفيما يلي نظرة على تسلسل لأحداث 12 يوماً غيرت الشرق الأوسط وأطاحت بحكم الأسد:
الأربعاء 27 تشرين الثاني/ نوفمبر: بدء الهجوم الشامل
شنت جماعات المعارضة المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، هجوماً واسعاً على مواقع القوات الحكومية في شمال غرب سوريا، مستهدفة 15 قرية في ريف حلب. ردت القوات الحكومية بقصف مدفعي وغارات جوية في محاولة لوقف تقدم المعارضة.
الخميس 28 تشرين الثاني/ نوفمبر – الجمعة 29 تشرين الثاني/ نوفمبر: تقدم سريع نحو حلب
اتسع نطاق الهجوم ليشمل ريف إدلب، وسط تراجع ملحوظ للقوات الحكومية. في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، اقتحمت قوات المعارضة مدينة حلب، التي لم تدخلها منذ 2016، دون مقاومة تُذكر.
السبت 30 تشرين الثاني/ نوفمبر: السيطرة على حلب
أعلنت المعارضة السيطرة الكاملة على حلب، رافعة علمها فوق قلعة المدينة ومطارها الدولي. مع حلول المساء، استولت المعارضة على أربع بلدات في حماة وزعمت دخولها إلى عاصمة المحافظة.
الأحد 1 كانون الأول/ ديسمبر: محاولة هجوم مضاد
شنت القوات الحكومية هجوماً مضاداً مدعوماً بغارات جوية على إدلب وحلب. في هذه الأثناء، أجرى وزير الخارجية الإيراني زيارة لدمشق وأكد دعم طهران للأسد، لكن دون تقديم دعم فعلي في ساحة المعركة، فيما بقيت روسيا منشغلة بالحرب في أوكرانيا.
الاثنين 2 كانون الأول/ ديسمبر – الأربعاء 4 كانون الأول/ ديسمبر: الضغط يزداد قرب حماة
تقدمت قوات المعارضة نحو مدينة حماة، واقتربت إلى مسافة 10 كيلومترات من المدينة. وأفادت تقارير إعلامية بوقوع معارك عنيفة في المنطقة، بينما حاولت القوات الحكومية، مع دعم روسيا، استعادة بعض المواقع.
الخميس 5 كانون الأول/ ديسمبر: المعارضة تسيطر على حماة
تمكنت قوات المعارضة من فرض سيطرتها على مدينة حماة بعد أيام من المعارك. احتفل مقاتلو المعارضة في ساحة العاصي، الموقع الرمزي للاحتجاجات المناهضة للنظام عام 2011، بينما أفاد الجيش السوري بإعادة نشر قواته خارج المدينة.
الجمعة 6 كانون الأول/ ديسمبر: تقدم المعارضة نحو حمص
استمر تقدم قوات المعارضة، اذ سيطرت على بلدتين في ضواحي مدينة حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا. وتشكل حمص نقطة استراتيجية مهمة، كونها بوابة دمشق وموقعاً لإحدى مصافي النفط الكبرى. وأفادت الحكومة بعدم انسحاب قواتها من المدينة، رغم تزايد التقارير حول سيطرة المعارضة عليها.
السبت 7 كانون الأول/ ديسمبر: سقوط حمص وتراجع قبضة الأسد
استولت قوات المعارضة على مدينة حمص، بينما انسحبت القوات الحكومية دون مقاومة كبيرة. أكدت المعارضة أنها تحاصر دمشق وتدخل المرحلة الأخيرة من الهجوم. في غضون ذلك، دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، جير بيدرسن، إلى إجراء محادثات عاجلة في جنيف لضمان انتقال سياسي منظم، بينما نفت وسائل الإعلام الرسمية السورية تقارير عن فرار الأسد من البلاد.
الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر: الإطاحة بالأسد
أعلن التلفزيون السوري الرسمي، عبر بيان مصور لمجموعة من الرجال، الإطاحة ببشار الأسد وإطلاق سراح جميع السجناء. كما زار قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، المسجد الأموي في دمشق واعتبر سقوط الأسد “انتصاراً للأمة الإسلامية”.