كيف بررت إسرائيل مجزرة جباليا التي أسفرت عن مئات الضحايا؟

أقرّ الجيش الإسرائيلي، بأنه نفّذ غارة جوية “واسعة النطاق” استهدفت مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما تسبب بمقتل وإصابة نحو 400 شخص وتدمير حي سكني كامل، وذلك بزعم استهداف قيادي في حركة “حماس” وهو ما نفته الأخيرة.

وادعى الجيش الإسرائيلي في بيان، مساء الثلاثاء، أنه تمكن خلال الغارة من اغتيال إبراهيم البياري، قائد كتيبة وسط جباليا التابعة لحركة “حماس”.

وقال إن البياري قاد إرسال مقاتلي النخبة في “حماس” لشن الهجوم على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وادعى الجيش أيضاً أنه “تمت تصفيته في إطار غارة واسعة النطاق على مخربين وبنى تحتية إرهابية تابعة لكتيبة وسط جباليا، سيطرت على مبانٍ مدنية في مدينة غزة”.

من جانبه زعم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه تمت السيطرة على معقل مهم لحماس غرب جباليا والقضاء على 50 من عناصرها.

وقال أدرعي في فيديو على منصة اكس: “طائرات مقاتلة تابعة للجيش، بتوجيه استخباراتي من جهاز الأمن العام، قضت قبل قليل على إبراهيم البياري، قائد كتيبة وسط جباليا التابعة لمنظمة حماس”.

ولفت أدرعي إلى أن كتيبة جباليا التابعة لحماس كانت تستخدم هذا المعقل للتدريب استعداداً لشن عمليات حيث كان الموقع يحتوي على بنى عسكرية لإطلاق قذائف بالإضافة إلى أنفاق يستخدمها عناصر حماس للانتقال إلى منطقة الشاطئ” بحسب أدرعي.

وادعى أيضاً أن القوات الإسرائيلية كشفت فتحات للأنفاق ووسائل قتالية وعتاداً عسكرياً، كما كشفت عن مواد استخبارية.

بدوره، وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، مساء الثلاثاء، القتال في غزة بـ “المعقّد”، مضيفاً: “فقدنا مقاتلين في المعارك”.

وقال هاغاري بحسب ما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “قضينا الليلة على إبراهيم البياري قائد كتيبة وسط جباليا التابعة لحركة “حماس”.

وأردف: “أثناء القضاء عليه قُتل العديد من الإرهابيين الذين كانوا معه، وأثناء استهدافه انهار العديد من المباني”.

حماس تنفي

في المقابل، نفت حركة حماس المزاعم الإسرائيلية وجود أحد قادتها في مكان المجزرة بجباليا، مؤكدة أن تلك الادعاءات “حديث كاذب ولا أساس له”.

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم: “حديث الاحتلال عن وجود أحد قيادات حركة حماس في مخيم جباليا مكان المجزرة التي حدثت اليوم؛ هو حديث كاذب ولا أساس له من الصحة”.

وأضاف في بيان له: “يحاول الاحتلال أن يبرر جريمته البشعة ضد المدنيين الآمنين والأطفال والنساء في مخيم جباليا”.

ومساء الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة إياد البزم إن “قصفاً إسرائيلياً أوقع 400 ضحية بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال، ودمّر حيّاً سكنياً كاملاً في مخيم جباليا شمال القطاع”.

وأدانت عدة دول حول العالم “العدوان” الإسرائيلي و”الاستهداف اللا إنساني” الذي طال المدنيين العزّل في مخيم جباليا.

“خسائرنا مؤلمة”

ومنذ 26 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم مدنيون وتسببت بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل 9 من جنوده في معارك شمال القطاع، بالإضافة إلى إصابة 4 آخرين بجروح خطيرة ليرتفع عددهم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 326.

وحسب ما أفادت صحف عبرية من بينها “يديعوت أحرونوت” و”معاريف” و”جيروزاليم بوست”: “سمح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بنشر أسماء تسعة مقاتلين قتلوا في معارك قطاع غزة، في اليوم الأخير (أمس الثلاثاء)، بالإضافة إلى ذلك أصيب أربعة جنود بجروح خطيرة”.

وقال ناطق عسكري باسم الجيش الإسرائيلي: “خسائرنا في غزة مؤلمة”. في حين قتل الجيش منذ 7 أكتوبر أكثر من 8525 فلسطينياً بينهم 3542 طفلاً و2187 سيدة، وأصاب نحو 21543، كما قتل 126 فلسطينياً واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، حسب مصادر فلسطينية رسمية.