أثارت خطة الرئيس دونالد ترامب لتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” استياء عدد من الدول الأوروبية، التي أكدت تمسكها بحل الدولتين، محذرة من أن هذا المقترح يتناقض مع القانون الدولي.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك إن “طرد المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يكون فقط غير مقبول ومخالفًا للقانون الدولي، بل سيخلق معاناة وكراهية جديدة”.
كما أعلنت فرنسا رفضها القاطع لخطة ترامب، قائلةً إن التهجير القسري للفلسطينيين “سيشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وهجومًا على التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني”، ولفتت إلى أن أي حل بشأن غزة يجب أن يكون في إطار إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وليس عبر سيطرة دولة ثالثة.
أما إسبانيا وإيرلندا، اللتان اعترفتا العام الماضي بدولة فلسطين، فقد أعربتا عن معارضتهما للاقتراح. إذ قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس صباح الأربعاء: “أريد أن أوضح شيئًا واضحًا للغاية: غزة هي أرض الفلسطينيين، وجزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية، والغزاويين يجب أن يبقوا في أرضهم”.
وقال نظيره الإيرلندي، سيمون هاريس، إن دولته تقيّم أداء البيت الأبيض “بناءً على أفعاله وليس أقواله”، مطالبًا بتوضيح من الرئيس الأمريكي.
إلى جانب ذلك، أكد رئيس وزراء إيرلندا ميشيل مارتن على الحاجة إلى حل الدولتين، وقال إن لدى شعبي فلسطين وإسرائيل الحق في العيش بسلام جنبًا إلى جنب.
وتحفظ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن تصريحات ترامب وقال: “يجب السماح لسكان غزة بالعودة إلى ديارهم. ويجب أن يُسمح لهم بإعادة البناء، ويجب أن نكون معهم في عملية إعادة البناء هذه في الطريق إلى حل الدولتين.”
كما أشار وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلى أن روما ستنظر في خطة ترامب، لكن بلاده لا تزال تؤيد حل الدولتين.
وقال: “يبدو لي أنه فيما يتعلق بإجلاء السكان المدنيين من غزة، فإن رد الأردن ومصر كان سلبيًا، لذلك من الصعب بعض الشيء تنفيذ الخطة.”
من جانب آخر، أيّد خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف (PVV) الهولندي، اقتراح ترامب وكتب عبر منصة “إكس”: “الأردن = فلسطين”. “دعوا الفلسطينيين ينتقلون إلى الأردن. حلت مشكلة غزة!”
وفي وقت لاحق، ندّدت هولندا بتصريحات الزعيم اليميني، وقال وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب إنها لا تمثل سياسة الحكومة الرسمية، لافتًا: “بالنسبة لهولندا، ليس هناك شك: غزة ملك للفلسطينيين.”
ولم تعلق المفوضية الأوروبية بعد على تصريحات ترامب، كما لم ترد على طلب التعليق من يورونيوز.