بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
قال النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني، سيرغي كيسليتسيا، إن أوكرانيا تحرز تقدماً في محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيين لصياغة ضمانات أمنية ملزمة قانوناً، معتبراً أن الاتفاق الثنائي مع واشنطن يظل محورياً.
وأشار في مقابلة مع وكالة “رويترز” إلى أن التزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً بالمشاركة في الدفاع عن أوكرانيا شكّل “لحظة فارقة”.
كيسليتسيا، الذي شارك في الجولات الثلاث من المحادثات المباشرة مع روسيا في إسطنبول، أوضح أن فترة تبادل الآراء الجارية مع الحلفاء سمحت بفهم أوضح حول من هو مستعد لتنفيذ التزامات عملية ومن يمتلك القدرة على ذلك.
وأضاف أن على الأوروبيين، إذا كانوا جادين بشأن أمنهم، اتخاذ قرارات صعبة وتفسيرها للناخبين، لافتاً إلى أن رفاهية العائلات الأوروبية مرتبطة بقدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها وعن القارة بأكملها.
خيارات متعددة وضغوط على الحلفاء
أشار كيسليتسيا إلى أن غالبية الدول الثلاثين المنضوية تحت ما يعرف بـ”ائتلاف الراغبين” قدمت مساعدات عملية لأوكرانيا، وإن بقيت تفاصيلها قيد النقاش. وتشمل المقترحات تعزيز الجيش الأوكراني وتسليحه، ونشر قوات أجنبية على الأرض، إضافة إلى تمويل شراء الأسلحة محلياً وخارجياً، وتوسيع تبادل المعلومات الاستخبارية.
وفي تحذير مباشر، قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لن يوقف عدوانه عند حدود أوكرانيا”، داعياً الحلفاء الأوروبيين إلى خطوات جريئة قبل فوات الأوان.
ورغم وصفه الأوروبيين بـ”أفضل الأصدقاء”، أكد أن التعاون مع الولايات المتحدة يبقى أساسياً، نظراً لدورها في توفير الدعم اللوجستي والجوي والاستخباري الحاسم. كما أشار إلى أن كييف لم تحسم بعد ما إذا كانت ستعتمد سلسلة معاهدات ثنائية مع شركائها الأوروبيين أم اتفاقاً متعدد الأطراف.
رهان كييف على الضربات العميقة
تعكس مواقف كيسليتسيا توجهاً دبلوماسياً أكثر براغماتية في كييف، التي لم تعد تراهن على حلول سريعة لإنهاء الحرب، لا عبر عقوبات أمريكية صارمة ضد موسكو ولا بانهيار مفاجئ للاقتصاد الروسي.
وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على اندلاع الحرب، تكشف استطلاعات الرأي عن حالة إرهاق متنامية داخل المجتمع الأوكراني، تقابلها رغبة في وقف إطلاق النار، وإن بقي الموقف الشعبي رافضاً بشكل قاطع لأي تنازل عن الأراضي المحتلة.
وفي الوقت نفسه، تتكثف الجهود الدبلوماسية الأوكرانية بينما تواجه قواتها ضغوطاً متزايدة في الشرق والجنوب، حيث يواصل الجيش الروسي تقدمه، مهدداً بلدات استراتيجية عدة. وإزاء التصعيد الروسي في الميدان، لجأت كييف إلى تكثيف هجماتها على مصافي النفط والبنية التحتية للطاقة داخل روسيا، مستخدمة طائرات مسيّرة بعيدة المدى قادرة على التحليق لمسافة تتجاوز الألف ميل.