أعلنت الإدارة الجديدة في سوريا تعيين اللواء مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة الجديدة اليوم الثلاثاء. وكان أبو قصرة يعرف باسم عسكري، وهو “أبو حسن الحموي”. كما كان له دور كبير في الوصول إلى الشكل الحالي لسوريا.
أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” في منشور على حسابها بمنصة “إكس”، بأن الإدارة السورية الجديدة قررت تعيين اللواء مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة الانتقالية.
وقالت في منشورها: “القيادة العامة تعلن تعيين اللواء المهندس مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة الجديدة بالجمهورية العربية السورية”.
ويأتي الإعلان الحكومي الرسمي بعد أن أعلن قبل أيام عن تعيين وزراء جدد في الحكومة السورية بحلتها الجديدة، كان أبو قصرة واحدا منهم. ويعدّ من أبرز قادة إدارة العمليات العسكرية التي ساهمت في إسقاط النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد، في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الحالي.
وقال أبو قصرة (41 عاما) في السابع عشر من الشهر الجاري، إن المرحلة المقبلة ستتضمن حلّ الفصائل المعارضة، تمهيدا لضمها تحت مظلة مؤسسة عسكرية جديدة، تسيطر على كل البلاد، بما يشمل معاقل القوات الكردية.
وكانت الفصائل المسلحة في سوريا اتفقت مؤخرا على أن تحل نفسها بنفسها، وأن تندمج معا ضمن وزارة الدفاع السورية. وجاء ذلك عقب اجتماع أقيم مع القائد الجديد في سوريا أحمد الشرع يوم الثلاثاء الماضي في دمشق.
كان القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أفاد حينها بأنه سيتم الإعلان عن حل هيئة تحرير الشام في المؤتمر الوطني المخطط انعقاده، وذلك ضمن خطة حل جميع الفصائل العسكرية في المعارضة لدمجها في مؤسسة واحدة تشرف عليها إدارة وزارة الدفاع بالجيش الجديد.
ووقتها، قال الشرع المعروف سابقا بالجولاني في مؤتمر صحفي بدمشق في لقاء مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: “سنعلن خلال أيام عن وزارة الدفاع، وتشكيل لجنة من قيادات عسكرية لرسم هيكلية للجيش، ثم ستعلن الفصائل حل نفسها، ولن نسمح بسلاح خارج الدولة”.
أبو قصرة ما بين الماضي والحاضر والمستقبل
كان له لقب آخر وهو “أبو الحسن 600″، وكان قائدا في هيئة تحرير الشام، وشغل منصب القائد العام للجناح العسكري فيها. كما تولى هندسة القدرات العسكرية للمعارضة السورية المسلحة في الشمال السوري آنذاك منذ انطلاق الثورة في عام 2011، وقاد معظم العمليات العسكرية هناك.
كما أنه نظّم عمليات في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وقادها وعُرف لدوره في تنسيق استراتيجيات عسكرية رئيسية وتنفيذها، على مدار سنوات.
وطالب القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة مؤخرا الولايات المتحدة بحذف هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع من قائمة “الإرهاب” الخاصة بالمنظمات والأفراد.
وقال حينها في مقابلة مع فرانس برس إن “بناء المؤسسة العسكرية هو خطوة قادمة بالتأكيد، ويجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية بما فيها الجناح العسكري للهيئة، تحت هذه المؤسسة”. وأكد في في المقابلة ذاتها على أن “عقلية الفصيل لا تتوافق مع عقلية الدولة” التي تعتزم السلطة الجديدة بناءها، بعد نهاية نظام الأسد.
وفي سؤاله عما إذا كان التوجه ذاهب إلى حلّ الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام، قال “بالتأكيد.. سنكون إن شاء الله من أول المبادرين، وسنبقى مبادرين لأي توجه يحقق المصلحة العامة للبلد”.
ويذكر أن وزير الدفاع في الحكومة السورية الجديدة ولد في مدينة حلفايا في محافظة حماة وسط سوريا. وهو لواء مهندس حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة دمشق، وعمل في مجاله المهني قبل تغيير المشهد في سوريا أول فترة الربيع العربي، ونزح إلى مدينة إدلب حينها.