قبل 3 أيام من موعد الانتخابات التركية المقرر إجراؤها في 14 أيار/مايو الجاري، أعلن رئيس حزب البلد التركي محرم إنجه انسحابه من سباق الرئاسة في تركيا، كاشفاً عن تعرضه لضغوط سياسية وابتزازه بمقاطع وصور إباحية “مزيفة”.
وقال إنجه في مؤتمر صحفي عقده، اليوم الخميس، “أقدم انسحابي لكي لا يتم لومي عندما يخسر الطرف الآخر بالانتخابات، حاولت فتح قناة تواصل ثالثة لكن لم ننجح”.
وأضاف: “ما رأيته من هجوم خلال آخر 45 يوماً لم أره في السنوات الـ45 الماضية. نشروا وثائق مزورة، وصوراً مزورة أخذوها من موقع إباحي إسرائيلي وفبركوها وادعوا أنها كلها مني”.
ولفت إنجه أن من قام بذلك هم أتباع (تنظيم فتح الله) غولن وبعض مؤيدي المعارضة أعادوا نشر هذه الأشياء، مشيراً إلى أنه لم يشهد أي سياسي مثل هذا الافتراء في تاريخ الجمهورية التركية، فيما لم تحمِ الدولة سمعته ولم تقم المؤسسات الحكومية بحفظ حقه، ولا الإعلام بالدفاع عنه، على حد قوله.
وبيّن أن حزبه سيتجه إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد، “إذ يجب أن يكون حزب الوطن في البرلمان، وبالتالي يكون أتاتورك في البرلمان.. دعهم يصنعون ما يشاؤون من أشرطة المونتاج، أريد تصويتاً من كل بيت لحزب الوطن”.
وكان إنجه الذي نال ما بين 2-4 بالمئة من نسبة التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة، سبق وأشار إلى أنه تعرض لضغوطات، من أجل الانسحاب لصالح مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، واضطر خلال اليومين الماضيين لإلغاء فعاليات انتخابية، بدعوى وضع صحي.
الانتخابات التركية
ويستعد الناخبون الأتراك للمشاركة في انتخابات وصفت بـ”المصيرية” يوم الأحد المقبل المصادف لـ14 أيار/مايو الجاري، حيث سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع داخل تركيا للإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس القادم وأعضاء البرلمان في دورته الـ 28.
ويحق هذا العام لأكثر من 64 مليون تركي التصويت في الانتخابات وسط استقطاب شعبي حاد من قادة الأحزاب السياسية وتنافس شديد لكسب أصوات الناخبين.
وأعلنت التحالفات الثلاثة الأولى مرشحيها الرئاسيين في الانتخابات، وهم الرئيس رجب طيب أردوغان عن التحالف الجمهوري، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو عن تحالف الشعب المعارض، وسنان أوغان عن تحالف أتا، فيما دعم “الجهد والحرية” مرشح تحالف الشعب كليجدار أوغلو، بينما لم يعلن تحالف القوى الاشتراكية عن دعم أي مرشح حتى الآن.
وتتوقع استطلاعات الرأي التي باتت محظورة حتى الاقتراع، منافسة حادة في الانتخابات الرئاسية التي يؤكد كل من المعسكرين أنه قادر على الفوز بها من الدورة الأولى، وإلا فسيتم تنظيم دورة ثانية في 28 أيار/مايو.
ويخوض أردوغان انتخابات تبدو نتائجها غير محسومة لصالحه للمرة الأولى منذ وصوله إلى السلطة قبل عشرين عاماً، ويواجه فيها معارضة موحدة للمرة الأولى في بلد يمرّ بسلسلة من الأزمات.