انفجرت قنبلة قوية، الأحد، قرب مركبة تقل عناصر من الشرطة في شمال غرب باكستان، ما أسفر عن مقتل شرطيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين، وفق ما أفادت به السلطات الأمنية.
وقال قائد الشرطة المحلية، مسعود خان، إن الهجوم وقع قرب سوق مفتوح على جانب الطريق في مدينة بيشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا، مشيرا إلى أنه تم نقل القتلى والمصابين إلى مستشفى قريب.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، إلا أن الشبهات تتجه نحو حركة طالبان باكستان، المعروفة باسم “تحريك طالبان باكستان” (TTP)، والتي دأبت على تنفيذ هجمات تستهدف قوات الأمن والمدنيين على حد سواء.
وتعد حركة طالبان باكستان فصيلا منفصلا لكنها حليف وثيق لحركة طالبان الأفغانية، التي سيطرت على الحكم في أفغانستان المجاورة في أغسطس 2021.
ومنذ سيطرة طالبان على كابول، وجد العديد من قادة ومقاتلي طالبان باكستان ملاذا آمنا داخل الأراضي الأفغانية، حيث يعيش بعضهم بشكل علني، وهو ما منح الحركة دفعة قوية وشجعها على تصعيد عملياتها داخل باكستان.
تحذيرات من حرق الهدنة بين الهند وباكستان
على صعيد آخر، أعلن الجيش الباكستاني انتهاء عملية البنيان المرصوص “التي أطلقناها ردا على العدوان الهندي بتحقيق ما وعدنا به شعبنا”، حسبما جاء في بيان صادر عن قيادة الجيش.
وأضاف البيان: “استخدمنا أنواعًا متعددة من الصواريخ قصيرة المدى أثناء العملية واستهدفنا 26 موقعًا عسكريًا هنديًا”.
من جهته، وجّه الجيش الهندي، يوم الأحد، رسالة عبر وسطاء إلى نظيره الباكستاني، بشأن ما وصفه بانتهاكات لوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مؤخرًا، محذرًا من أن نيودلهي سترد في حال تكررت تلك الانتهاكات، وفق ما أعلنه مسؤول عسكري هندي رفيع.
وقال الفريق راجيف غاي، مدير العمليات العسكرية في الهند، خلال مؤتمر صحفي، إن القوات الهندية ما زالت في حالة “تأهب قصوى” منذ مساء السبت، رغم أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل 24 ساعة يبدو صامدًا حتى الآن، بعد أن تبادل الجانبان الاتهامات بخرقه فور الإعلان عنه.
وكانت الهدنة قد أُعلنت مساء السبت بعد أربعة أيام من أعنف اشتباكات بين الهند وباكستان منذ قرابة ثلاثة عقود، شملت إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة استهدفت منشآت عسكرية على جانبي الحدود، ما أسفر عن مقتل نحو 70 شخصًا.
وأكد غاي أن قائد الجيش الباكستاني اتصل بنظيره الهندي ظهر السبت وطلب بشكل عاجل وقفًا فوريًا للقتال. وأوضح أن القادة الميدانيين تلقوا تعليمات واضحة بالرد على “أي نوع من الانتهاكات” بالأسلوب الذي يرونه مناسبًا.
ورغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، أفادت السلطات المحلية والسكان في كشمير الهندية بسماع دوي انفجارات ناتجة عن أنظمة الدفاع الجوي، خصوصًا في المناطق الحدودية التي كانت تخضع لإطفاء كهربائي تام. وشوهدت مشاهد مشابهة خلال الليلتين السابقتين.
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان صدر في وقت متأخر من مساء السبت، التزام إسلام آباد بالاتفاق، لكنها ألقت باللوم على الهند في خرق وقف إطلاق النار. ولم تصدر تعليقات فورية من الجانب الباكستاني ردًا على تصريحات الجيش الهندي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن عن التوصل إلى اتفاق الهدنة يوم السبت، مؤكدًا أن واشنطن قامت بدور الوساطة الحاسمة، بدعم من ضغوط دبلوماسية نشطة. كما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الطرفين اتفقا على بدء محادثات شاملة حول قضايا عالقة في “مكان محايد”.
وتتقاسم الهند وباكستان السيطرة على إقليم كشمير المتنازع عليه، لكن كل طرف يدعي السيادة الكاملة عليه، وقد خاض البلدان حربين بسبب هذا الإقليم الجبلي الحساس. وتتهم الهند باكستان بدعم الجماعات المسلحة التي تنشط في الجزء الخاضع لسيطرتها، بينما تؤكد إسلام آباد أنها تقدم دعمًا سياسيًا ومعنويًا فقط للمطالبين بانفصال كشمير.