بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
تشير المجلة إلى أن هذه التجارب جرت بين عامي 1961 و1962، تحت عنوان “المشروع الفرعي 94″، وهدفت إلى دراسة إمكانية التحكّم بسلوك الكلاب في الحقول المفتوحة عبر تحفيز كهربائي يتمّ تفعيله عن بُعد داخل الدماغ.
وبحسب الوثائق، زرعت الوكالة أقطابًا كهربائية في مراكز المتعة لدى ستة كلاب من سلالات مختلفة، واعتمد الباحثون على أسلوب يقوم على تشغيل جهاز التحفيز عندما يسير الحيوان في الاتجاه المطلوب وإيقافه عند انحرافه.
وينقل تقرير “بوبيولار ميكانيكس” عن المؤرخ جون ليسل، صاحب كتاب “مشروع التحكّم بالعقل”، قوله إن الكلب كان “يدير رأسه باحثًا عن ذلك الإحساس الممتع” كلما تلقّى الإشارة. وتبلغ ميزانية المشروع في عام 1961 نحو 55 ألف دولار، منها ألف دولار للخدمات البيطرية وألفا دولار لـ”الكائنات التجريبية”.
وتذكر المجلة أنّ الباحثين واجهوا مشكلات منها الالتهابات الناتجة عن الزرع، ما دفعهم إلى تثبيت الأقطاب داخل طبقة إسمنتية على الجمجمة، وتمرير الأسلاك تحت الجلد إلى بطاريات مربوطة بحزام. ورغم بدائية الأسلوب، تشير الوثائق إلى ما سمّته “السهولة النسبية في تدريب الكلاب على الاستجابة”.
سجل طويل من التجارب
توضح “بوبيولار ميكانيكس” أنّ مشروع الكلاب الخاضعة للتحكّم كان امتدادًا لمحاولات سابقة قامت بها الاستخبارات الأمريكية والجيش لـ”تسليح الحيوانات”. فخلال الحرب العالمية الثانية، اختبر مكتب الخدمات الاستراتيجية تدريب خفافيش على حمل قنابل حارقة تُطلق داخل مبانٍ معادية. كما نفّذ المكتب ما عُرف بـ”عملية فانتازيا”، التي استندت إلى الموروث الياباني في “الكيتسوني”، عبر إطلاق ثعالب طليت بمواد مشعة تتوهّج في العتمة.
وفي إطار تجارب برنامج “إم كي ألترا”، استخدمت الوكالة أنواعًا أخرى لأدوار تجسسية، بينها صقور ذيل أحمر حملت كاميرات إلى مناطق حساسة، وغربان أسقطت أجهزة تسجيل على حواف النوافذ، لكن التجربة الأكثر فشلًا، كما تذكر المجلة، كانت مشروع “القطة الصوتية” الذي سعى إلى زرع ميكروفون داخل جمجمة قطة منزلية، قبل أن تُقتل في أول تجربة صدمتها سيارة أجرة.
وتنقل المجلة عن ليسل قوله إن التفكير في تلك المرحلة “انتقل من تدريب الحيوانات إلى التحكّم الكامل بها”، وهو ما شكّل تحوّلًا كبيرًا في مقاربة الاستخبارات لدور الكائنات الحية في العمل السري.
“طموحات” مستقبلية قاتمة
تشير “بوبيولار ميكانيكس” إلى أن المشروع الفرعي 94 انتهى من دون أي استخدام عملي، لكن الوثائق تكشف عن خطط مستقبلية أكثر قتامة، فقد توقع الباحثون إمكانية استبدال أنظمة التحكّم اليدوي بأنظمة توجيه آلية تقود الحيوانات من دون تدخل بشري.
كما بحثت الوكالة إمكانية اختبار قدرات حيوانات أخرى مثل الدببة على حمل معدات ثقيلة لمسافات طويلة في ظروف مناخية قاسية.
وتنقل المجلة عن ليسل أنّ الوكالة درست أيضًا استخدام الكلاب كقنابل متحركة تُفعّل عن بُعد لتدمير “هياكل استراتيجية صغيرة”. أما الهدف النهائي، وفق المؤرخ، فكان تطبيق هذه الأساليب مستقبلًا على البشر.

