من هم مشايخ العلويين الذين التقاهم بشار الأسد؟ وما خطّته لمواجهة غليان الساحل؟

تابع الناشط السوري كمال رستم فضح تفاصيل الاجتماع السرّي بين بشار أسد ومشايخ الطائفة العلوية في القرداحة يوم 3 آب الجاري.

وقال رستم المنحدر من الطائفة العلوية، في تسجيل مصوّر ثانٍ له أمس حول الموضوع، إن بشار جمع مشايخ العلويين الذي صنعتهم مخابراته ومكتبه السري في القصر الجمهوري، مطالبا إياهم بكبت أي صوت علوي يخرج في المنطقة.

ونقل رستم عن مصدر حضر الاجتماع أن بشار الأسد قال لهم حرفيّاً: “نحن في أزمة وإن أي صوت يخرج من العلويين تستغله المعارضة الخارجية والخونة”، مذكّراً إياهم بأنه هو ووالده من حمى الطائفة، وأن بقاءه ضمانة لحمايتها.

وأعطى بشار الأسد تعليماته لمشايخ الطائفة لإعادة تجييشها ومنعها من التفكير بالانتفاضة على حكمه، بعدما أفقرهم وأوصلهم إلى حافة الموت جوعاً.

3 نقاط خطيرة

وبحسب رستم فإن 3 نقاط أساسية وخطيرة، أراد إيصالها بشار الأسد للمشايخ لإيصالها بدورهم لأتباعهم ومريديهم من الطائفة، تمثلت النقطة الأولى بوعد بشار لهم بأن حرائق الساحل ستتوقّف في ظرف شهرين، في (اعتراف مبطن بأنه ومخابراته هم من ينفّذونها).

أما النقطة الثانية، فقال بشار إنه لا يملك أموالاً وقصوراً كما تدّعي المعارضة في الخارج والدول المتآمرة عليه، ولكنه يتاجر لجلب أموال للموظفين وللدولة حسب زعمه، دون أن يذكر بماذا يتاجر، ولكن كما ذكر رستم فإن الجميع عرفوا بأنه يقصد الكبتاغون، ولكن لا يريد قول ذلك.

وأكد في النقطة الثالثة بحسب ما ذكره رستم في تسجيله السابق بأنه هو الحامي للطائفة وضامن بقائها.

أسماء الحاضرين في الاجتماع

وذكر رستم أن أبرز المشايخ الذين حضروا الاجتماع، ووصفهم بصناعة مخابراتية، هم: أحمد أديب أحمد وهو أستاذ في الاقتصاد بجامعة تشرين، وسليمان دبيبية من الشيخ بدر بطرطوس وهو موظف تموين سابق، وعبد الحميد الرفاعي من قرى القرداحة ومعروف بابتزاز زوجات قتلى النظام، محمد عبد الكريم من حمص (دبين)، وحيدر إبراهيم وغزال غزال (ريف اللاذقية)، وعلي علي وأحمد ندة ومنذر أحمد (طرطوس)، وعيسى بهلول، وغيرهم.

وفي ختام الاجتماع، وزّع بشار الأسد مئات ملايين الليرات السورية على المشايخ، ترواحت للشيخ الواحد بين 50 مليوناً و5 ملايين، حسب أهمية الشخص ومكانته وتأثيره.

وكان رستم في تسجيل سابق تبرّأ من كل المشايخ الذين اجتمع بهم بشار، قائلاً إنهم جميعاً صنيعة نظام أسد ومكتبه السري وقد تمّت صناعتهم بإشراف بهجت سليمان وبثينة شعبان، التي وصفها بـ”العجوز الشمطاء”، ولاحقاً من قبل أسماء الأخرس زوجة بشار.

وبيّن أن غالبية أولئك المشايخ هم ضباط سابقون في الجيش ومساعدون متقاعدون في المخابرات أو موظفون مرتشون، كحال “دبيبة” الذي كان موظفاً مرتشياً وفاسداً في التموين قبل أن يتحوّل إلى شيخ ويبني قصراً بين عشيّة وضحاها، معتبراً أن أولئك المشايخ لا يخافون الله ولا يمثّلون العلويين.

“السُنّة لم يرتكبوا أي مذبحة ضد العلويين”

ومن خلال التسجيل السابق خاطب رستم عموم العلويين، بأن لا ينجرّوا وراء خطاب بشار الأسد ومشايخه الذين يريدون أن يضعوهم بمواجهة السُّنة بأكاذيب وأباطيل بحجّة أن السُّنة سيذبحونهم إذا ذهب بشار.

وقال في هذا الصدد:” السُّنّة لم يرتكبوا أي مذبحة بحق العلويين وأتحدّى أن يذكر لي أي أحد مجزرة واحدة ارتكبها السُّنة ضدنا منذ عام 1918″، مشيراً إلى أن آباءه وأجداده عاشوا بين السّنة في حلب والرقة لسنين طوال ولم يروا منهم إلا كل الخير، قبل أن يأتي بشار الأسد وأبوه، الذين دمّروا الطائفة، على حد تعبيره.

والخميس 3 آب، زار بشار الأسد الساحل السوري بحجّة تفقّد مناطق الحرائق في اللاذقية، غير أن تلك الزيارة جاءت عقب تصاعد الغضب الشعبي للموالين بشكل كبير بسبب الأوضاع المعيشية والاقتصادية الخانقة.

وحاول حينها بشار الأسد تخفيف حدّة الاحتقان بظهوره في محطة كهرباء بانياس الجديدة، واعداً إياهم بتحسين واقع الكهرباء المتردّي عبرها، رغم إقراره بأن الكمية التي ستوفرها قليلة بالنسبة إلى ما زعم أنها “الحاجة الوطنية”.

يُشار إلى أن كلام رستم يأتي في وقت رفعت فيه حكومة ميليشيا أسد أسعار المحروقات إلى نحو 3 أضعاف، بينما اكتفى برفع الرواتب ضعفاً واحداً، ما أسفر عن غضب شعبي عارم في الساحل والسويداء خاصةً، وتوقفٍ شبه تام في حركة النقل العام في مناطق أسد، وسط دعوات من بعض النشطاء العلويين إلى إضراب عام وعصيان مدني.