في سلوك انتقامي يشابه ما تقوم به المافيات والأنظمة الأمنية المستبدة، اعتقلت من تسمي نفسها بـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عدداً من الموظفين التابعين لما يسمى بالإدارة الذاتية شرق دير الزور لمجرد عدم مشاركتهم في إحدى المسيرات التي دعت لها.
وقال مراسل أورينت نت في الشرق السوري، فهد الأحمد، إن ميليشيا قسد نفذت يوم أمس حملة مداهمات طالت منازل مدنيين في بلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي.
وأضاف أن الميليشيا اعتقلت خلال تلك المداهمات كلاً من أكرم الخضر الفارس، وعادل الحمد النخيلان، وأنس حسن الأحمد الثلجي، وكريم الطه العزيز، ومصلح العلي الصلبي، وعيسى مطر السليمان، وحمد النخيلان، وجعفر الأيوب، وعبد الهادي الخلف، وفواز الخليف.
وبحسب المصدر، فقد اتهمت ميليشيا قسد 6 من أولئك الأشخاص العشرة بالتحريض ضدها ومساعدة أبناء العشائر في تسهيل هجمات طالت أحد حواجز الميليشيا بالمنطقة.
إلا أن الأغرب كان في اعتقال الميليشيا للأشخاص الأربعة المتبقين بسبب عدم مشاركتهم في المسيرة التي دعت إليها ما تسمى الإدارة الذاتية والتي تم سوق الموظفين إليها قسراً إلى منطقة الصور.
وأوضح المصدر أن الأشخاص الأربعة هم من عمال محطة مياه السوسة، مشيراً لوجود وساطات عشائرية تسعى لإطلاق سراحهم، ولا سيما أن اعتقالهم جاء بتقرير كتبه أحد الموالين للميليشيا حول عدم مشاركتهم بالمسيرة.
فيما أكدت صفحة “الموقع الرسمي لمدينة السوسة” وعدد من الصفحات المحلية الأخرى بدير الزور أن مداهمات واعتقالات قامت بها قسد فجر أمس استهدفت من لم يشارك في دعم قسد بالمسيرات.
وبحسب تقديرات مصادر أورينت تجاوزت حصيلة اعتقالات قسد في ريفي دير الزور الشمالي والشرقي 300 شخص خلال الشهر الماضي وحده، وذلك عقب انتفاضة ابناء العشائر ضد الميليشيا.
وفي 21 من الشهر الماضي، أطلق عشرات السوريين من السياسيين والإعلاميين والنشطاء الحقوقيين والمدنيين بالإضافة إلى مجموعة من المنظمات والهيئات السورية حملةً لجمع تواقيع إلكترونية، لتسليط الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا قسد في دير الزور، مطالبين التحالف الدولي بوقف تسليح الميليشيا التي تقوم بجريمة “تطهير عرقي” في منطقة الجزيرة السورية في محافظة دير الزور.