نشرت في
اعلان
قبل المؤتمر الصحفي الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحدث الإعلام العبري مطوّلًا عن وجود خلافات عميقة بين الزعيمين، إلى الحد الذي أوحى أن تل أبيب تواجه مجددًا ضغوطًا كبيرة من ترامب، تدفعها لتقديم تنازلات لم تكن في الحسبان، وأهمها التراجع عن ضم الضفة الغربية، بل ذهب بعض قادة المستوطنات للتعبير عن خشيتهم بأن يدفع ترامب الحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، أو على الأقل توسيع نفوذها، وهو ما وصفوه بأنه سيكون بمثابة “7 أكتوبر جديد”.
تفاصيل خطة ترامب وموافقة نتنياهو المسبقة
على الأرض، أعلن ترامب خطة مكوّنة من 20 بندًا تتضمن شروطًا سبق وأن رفضتها حركة حماس بوضوح مثل نزع سلاحها والتنحي جانبًا وعدم الانسحاب الفوري الإسرائيلي من القطاع.
ورغم الانطباع العام بوجود خلاف بين الرّجُليْن، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين إسرائيليين أن ترامب ونتنياهو اتفقا على جميع التفاصيل مسبقًا.
ويشير بعض المراقبين إلى أن إيحاء ترامب للدول العربية والإسلامية خلال اجتماعهم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة هو محاولة لخلق شعور بأنها “الفرصة الأخيرة” لإحلال سلام “دائم”، ليتحول الضغط من إسرائيل نحو حماس.
وعن ذلك يقول نتنياهو: “كانت زيارة تاريخية للبيت الأبيض. بدلًا من أن تعزلنا حماس، قلبنا الأمور وعزلنا حماس. الآن العالم بأسره، بما في ذلك العالم العربي والإسلامي، يضغط على حماس لقبول الشروط التي وضعناها مع ترامب، لإعادة جميع الرهائن — الأحياء منهم والأموات — بينما تظل قوات الدفاع الإسرائيلية في القطاع.”
غياب الزعماء العرب وأثره على المصداقية
ويرى مراقبون أن عدم وجود أي زعيم عربي إلى جانب نتنياهو وترامب في القاعة يحمل أكثر من دلالة. فقد كان حضورُ زعيم إحدى الدول المؤثرة مثل السعودية أو قطر أو الإمارات أو مصركفيلا بأن يمنح المقترح قدرًا أكبر من المصداقية في العالم العربي.
بالإضافة إلى ذلك، تُشير بعض التحليلات إلى أن الخطة تتضمن إشارات مبهمة لمساهمة العالم العربي مستقبليًا بقوات أمنية، بينما تحاول غزة، التي دُمّرت إلى حد كبير، إعادة بناء نفسها.
القيود على الخطة وطبيعة السلطة الفلسطينية
أما بالنسبة لطبيعة الخطة، فترى تقارير أنها لا تعالج التوسّع الإسرائيلي في غزة ولا مشكلة الاستيطان في الضفة الغربية، حتى مع إعلان ترامب معارضته ظاهريًا لضم الضفة المحتلة، إذ تستمر المشاريع على الأرض دون دعم لإقامة دولة فلسطينية مثل مشروع “إي 1” الذي تمت المصادقة عليه، والذي من شأنه عزل مدينة القدس بالكامل عن محيطها الفلسطيني.
والدليل، وفقًا للتقارير هو إشادة ترامب بمعارضة نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية قائلًا: “تعلمون، خلال لقائي اليوم، كان رئيس الوزراء نتنياهو واضحًا جدًا بشأن معارضته لإقامة دولة فلسطينية… إنه مقاتل”.
إلى جانب ذلك، تنص الخطة على ضرورة “إصلاح” السلطة الفلسطينية، لكنها تسمح، في الوقت نفسه، بإلغاء وقف إطلاق النار إذا لم يُعتبر هذا “الإصلاح” كافيًا حسب تقييم نتنياهو.
مبادرة السعودية-فرنسا وموقف عربي من حماس
صحيفة “هآرتس” نشرت تقريرًا لافتًا، قالت فيه إن المبادرة السعودية-الفرنسية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، رغم زيادة زخمه، لا يحمل أي معنى عملي فوري.
وترى الصحيفة أن نتنياهو يروّج لأسطورة تقول إنه وحده يريد القضاء على “حماس”، بينما أظهر مؤتمر الأمم المتحدة أن الدول العربية والولايات المتحدة ودول الغرب جميعًا ترغب في إزاحة “حماس” عن الحكم واستبدالها بقيادة مدنية عادية.